الناطق باسم الخارجية الأميركية آدم ايريلي لـ «البيان»:

البيان

حذر الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية آدم ايريلي سوريا من سوء تقدير الأمر وتحدي مجلس الأمن الدولي بعدم تنفيذ القرار 1636 المتعلق بتعاونها مع لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري.

ورداً على الاتهام السوري لواشنطن بأنها تستخدم اغتيال الحريري لاستهداف النظام السوري, قال ايريلي , في مقابلة خاصة مع »البيان«, ان القرارات الدولية 1559 و1595 و1636 ليست مؤامرة أميركية بل إن المجتمع الدولي لديه مشكلة مع سوريا, وإذا كانت سوريا تعتقد أن أميركا هي خلف هذه القرارات فهي تقوم بسوء تقدير كبير جداً,

مؤكداً أن العالم لن يتسامح مع اغتيال الحريري وسيقوم باكتشاف المسؤولين عن اغتياله وباتخاذ إجراءات مناسبة, وليس الولايات المتحدة من سيقوم بذلك بل المجتمع الدولي, وقال إن لوم الولايات المتحدة لن ينفع سوريا لأن دمشق تتجاهل الأعمال التي قامت بها كي تجلب لنفسها هذه المشكلات.

ورفض الناطق الأميركي التعليق على عمل لجنة التحقيق الدولية التي يترأسها القاضي الألماني ديتليف ميليس مؤكداً أن الولايات المتحدة لا تقود التحقيق ولا المحققين وأن اللجنة مستقلة وهي فقط تتكلم عن عملها أو يقوم رئيسها ميليس بالتكلم عن ذلك وتحديد إذا ما تعاونت سوريا مع تحقيقه أم لم تتعاون وإفادة مجلس الأمن بذلك.

واعتبر أن الولايات المتحدة, كعضو في مجلس الأمن الدولي, تعتبر أن القرار الدولي 1636 هو الوثيقة المعتمدة في هذا المجال وأن بنود القرار واضحة لجهة صلاحيات اللجنة والمدعي العام وما على سوريا من التزامات عليها القيام بها للتعاون مع لجنة التحقيق الدولية.

وأشار إلى أن بلاده تتطلع قدماً إلى قراءة تقرير ميليس الذي يسلم إلى مجلس الأمن غداً الثلاثاء والذي هو استكمال للقرار 1636 قائلاً أن الولايات المتحدة والأعضاء الآخرين في مجلس الأمن ملتزمون باكتشاف حقائق اغتيال الحريري.

وقال ايريلي انه بناء على ما سيقوله تقرير ميليس, ستقرر واشنطن والدول الأخرى ما هي الخطوات المناسبة التي يجب اتخاذها للوصول, مضيفاً أنه من الضروري الوصول إلى فهم شامل لما حدث لرئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري وإلى محاسبة كاملة للمسؤولين عن اغتياله.

وأوضح أنه من دون الحديث عن تفاصيل ما يقوم به ميليس وكيف يقوم به, فالواقع أن لميليس صلاحية للقيام بذلك وسوريا ملزمة بالتعاون معه. وقال ان سوريا أخذت وقتاً طويلاً كي ترسل المسوؤلين السوريين المشتبه بتورطهم في اغتيال الحريري إلى فيينا كي تستجوبهم لجنة التحقيق الدولية.

وحول تأثير تراجع الشاهد السوري هسام هسام عن شهادته على تقرير ميليس ومن ثم على قرار ميليس بالاستقالة من رئاسة اللجنة, رفض الناطق الأميركي الكلام عن ذلك معتبراً أن ميليس مستقل ومحايد وأن واشنطن تدعم عمله وأن أياً كان من سيتولى هذه المهمة بعده فهو سيحمل توجهات مجلس الأمن في تنفيذ القرارين 1636 و1559.

وحول توقعه عقوبات دولية أو أميركية ضد سوريا في حال أفاد ميليس في تقريره المقبل عن عدم تعاون دمشق أو تورط مسؤولين منها في اغتيال الحريري, قال إيريلي انه يجب انتظار التقرير وأنه سنرى ما يقوله التقرير وسوف نتخذ إجراءات عندها.

وبشأن احتمال فرض عقوبات أميركية جديدة عند كتابة التقرير نصف السنوي حول استجابة سوريا للمطالب الأميركية بناء على قانون محاسبة سوريا, قال الناطق انه ليس على الولايات المتحدة اتخاذ عقوبات جديدة لكنها خطوة قد تتخذها ولكنها ليست بالأمر المهم فالمهم هو إجراءات مجلس الأمن.

وعن عدم رغبة واشنطن بالقيام بعمل منفرد تجاه سوريا كما فعلت في العراق, رأى ايريلي أن ما قامت به بلاده في العراق لم يكن عملاً أحادياً بل شاركت به 30 دولة وصدام حسين انتهك 12 سنة من العقوبات الدولية, ولدينا قرار من مجلس الأمن عن سوريا وعليها الانتباه عندما تتحدى مجلس الأمن الدولي.

تغيير السلوك السوري لا النظام

وحول إمكان تغير السياسة الأميركية في مسألة تغيير النظام السوري, قال الناطق الأميركي إن الخطة الأميركية هي دفع سوريا لاتخاذ قرارات مسؤولة, فهي حتى الآن لم تتخذ تلك القرارات فهي تواصل دعم التمرد في العراق والتدخل في لبنان, والولايات المتحدة ستقود دبلوماسية مع الدول الأخرى لدفع نظام سوريا لتغيير سياساته والتعامل بشكل مناسب مع النظم الدولية وحقوق الدول الأخرى, كما سنقوم بمواصلة الضغط عليهم وعزلهم ومحاولة التخفيف من التأثيرات السلبية لسياساتهم.

وعن مدى التعاون السوري في ضبط الحدود مع العراق, قال ايريلي إن الحديث السوري عن ضبط الحدود غير صحيح والعراقيون يقولون إن المقاتلين يواصلون التسلل من سوريا إلى العراق, وأوضح أن الأميركيين قاموا بإبراز الأدلة لسوريا عن عمليات التسلل مرات عدة, وسوريا دولة بوليسية تعرف ما يجري في داخل أراضيها والسوريون يكذبون أو هم عاجزون عندما ينفون ذلك.

حزب الله والشروط الأميركية

وفيما يتعلق بالتقارير عن انسحاب اسرائيلي محتمل من مزارع شبعا المحتلة في حال أقرت سوريا رسمياً بلبنانيتها, قال ايريلي إنه لا معلومات لديه عن ذلك.

وعن شروط واشنطن للاعتراف بحزب الله وإزالة اسمه من قائمة الإرهاب, قال الناطق ان عليهم كبداية وقف الإرهاب, وحزب الله قد دعم الإرهاب بفعالية ودعم مجموعات الرفض الفلسطينية التي تستعمل الإرهاب والعنف كي تخرب عملية السلام, كما قام حزب الله بعمليات إرهابية ضد الولايات المتحدة, فعليهم البدء بوقف دعم الإرهاب وإدانته كوسيلة لحل مشكلات سياسية.

فلحزب الله صلات بدول كإيران وسوريا ومجموعات حماس والجهاد الإسلامي, وهي مجموعات تقوم بتفجير مدنيين أبرياء كما حصل في إسرائيل قبل أيام, ففي رؤية الولايات المتحدة لا مكان لمجموعات كهذه بين الأطراف المتحضرة المسؤولة.

ورفض الناطق الحديث عن لقاءات النائب ميشال عون مع مسؤولين أميركيين في واشنطن معتبراً أنها ليست مسألة مهمة, مشيرا إلى أن الولايات المتحدة لن تقوم بتلميع أي مرشح للرئاسة في لبنان, وهذه المسألة لبنانية صرفة يقررها اللبنانيون أنفسهم.

»خطة الطريق«

ورداً على سؤال عن عدم رغبة إسرائيل تنفيذ خطة »خريطة الطريق« الدولية وعدم ممارسة واشنطن ضغوطاً عليها للقيام بذلك, قال ايريلي إن واشنطن تعتبر أن الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة كان خطوة جيدة وأن هناك المزيد يجب عمله في إطار »خريطة الطريق« وأن الموقف النهائي للولايات المتحدة هو الوصول إلى دولة فلسطينية مستقلة,

وإن الانسحاب من غزة ليس نهاية العملية, وأن ثمة حاجة لفرصة للتقدم في »خريطة الطريق« وجعل الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي يتفقان على شكل الدولة الفلسطينية وحدودها النهائية.

وأشار إلى عدم وجود موعد محدد لقيام دولة فلسطينية والمهلة هي متى يتفق الطرفان على ذلك, قائلاً ان الموقف الأميركي هو دعم الطرفين للتوصل إلى اتفاق وليس وضع الحل, مشيرا إلى أن السياسة الأميركية لا تزال هي نفسها بشأن الضفة الغربية والمستوطنات فيها, ولكن حدود الضفة ووضع المستوطنات يجب أن يتفاوض عليه الطرفان.

العراق والحوار مع ايران

وعن توقعاته بشأن الانتخابات العراقية, قال انه يتوقع أن تسفر الانتخابات التشريعية عن حكومة تتمتع بمشاركة سنية معتبرة وهذه مسألة مهمة, وهذه الحكومة ستقوم بتطبيق الدستور, وهي خطوة كبيرة ستظهر أن العراق خطا خطوات في الديمقراطية وأنه يسير في العملية السياسية, أملاً أن تمثل الحكومة المقبلة جميع أطياف الشعب العراقي.

وفي ما يخص تحديد أي جدول زمني لانسحاب القوات الأميركية من العراق بعد الانتخابات, قال إن واشنطن ستضع جدولاً زمنياً لانسحاب قواتها يناسب العراقيين وهذا يعني تلبية احتياجاتهم لجهة خفض الوجود الأجنبي من جهة, والتعامل بشكل فعال مع التمرد من جهة أخرى,

آملاً أن ينخفض العنف بعد الانتخابات ونتيجة مشاركة السنة فيها, إذ أن دعم السنة للانتخابات سيشكل نبأ سيئاً للتمرد الذي أراد من البداية عرقلة العملية الديمقراطية عبر استخدام العنف لمنع العراقيين من المشاركة في الانتخابات والتصويت خلال الاستفتاء على الدستور وممارسة حقوقهم الديمقراطية.

ورداً على سؤال عن المحادثات الأميركية المتوقعة مع إيران بشأن العراق, قال ايريلي إن الأميركيين لا يتحدثون مع الإيرانيين وأن السفير الأميركي خليل زادة لن يتفاوض معهم بل عنده وكالة محددة بالتحدث معهم في أوقات محددة وموضوعات محددة تتعلق بالعراق وما تقوم به إيران في العراق من دعم للتمرد ومحاولة إفشال العملية السياسية فيه.

وحول التقرير البريطاني عن تفكير الرئيس الأميركي جورج بوش بقصف قناة »الجزيرة« القطرية, قال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية إن هذا الكلام غبي وسخيف وهو مزحة, فبلاده لا تقصف أصدقاءها وهي تحترم الصحافة وبوش أو أي مسؤول أميركي لا يمكنه قول ذلك.