صدى البلد

وجه وزير الدفاع الاسرائيلي شاوول موفاز امس ضربة قاسية الى حزب "الليكود" اليميني باعلانه المفاجئ الانسحاب منه والانضمام الى حزب "كاديما" اليميني الوسط بزعامة رئيس الوزراء ارييل شارون, بحجة تحول الليكود الى التطرف. فيما يبدو ان السبب الحقيقي هو احساسه بانه لن يفوز في انتخابات رئاسة هذا الحزب. وتأتي هذه الخطوة لتضيف المزيد من التخبط الى الليكود قبل الانتخابات العامة المقررة في آذار. وقال موفاز في مؤتمر صحافي ان "احداث الاسابيع الماضية قادتني الى نتيجة مؤلمة هي ان حركة ليكود كما تبدو اليوم تنأى بنفسها عني وتتحول للاسف الى ما نصفه بالجناح اليميني المتطرف في الخريطة السياسية وليس هذا طريقي". وارجع موفاز تركه الليكود الى حس التضامن، وقال: "هناك حاجة الى قيادة يمكن الوثوق بها. قيادة ترسخ الحكم والخبرة والتركيبة التي تجمعني برئيس الوزراء، والتي اثبتت انها مقنعة للغاية خلال السنوات القليلة الماضية، هي التركيبة الصحيحة والمقنعة من اجل قيادة اسرائيل خلال السنوات القليلة المقبلة". وذكر موفاز انه اتفق مع شارون على ان يبقى وزيرا للدفاع اذا فاز "كاديما" في الانتخابات.

ويعتبر موفاز من ابرز حلفاء رئيس الوزراء، واشرف على خطته للانسحاب من قطاع غزة. ونقلت اذاعة الجيش عن شارون قوله انه "سعيد بقرار موفاز". ويعني تحول موفاز هذا ان سبعة وزراء انتقلوا من الليكود الى كاديما.

وبانسحاب موفاز من الليكود، بات رئيس الوزراء الاسبق بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية الحالي سيلفان شالوم، المتنافسين الوحيدين على رئاسة الحزب في الانتخابات التي تجرى في التاسع عشر من الشهر الحالي. ورأى شالوم ان قرار موفاز يعود الى ادراكه انه لا يتمتع بأي فرصة ليكون رئيسا لليكود, الا انه اقر بان القرار قد يؤدي الى تعقيد الازمة داخل الحزب.

وبهذه الانسحابات يسجل "الليكود"، القوة السياسية المهيمنة في اسرائيل على مدى ثلاثة عقود، تراجعا كبيرا ويواجه مخاطر ان يصبح الحزب الثالث في الدولة العبرية.

ونشرت صحيفة "معاريف" امس استطلاعا أظهر أن الليكود انهار, وانه لو أجريت الانتخابات اليوم بعد خروج موفاز منه لن يحصل سوى على 15 مقعدا فقط في الكنيست فيما سيحصد حزب شارون 30 مقعدا وبالتالي يستطيع أن يشكل حكومة ائتلاف مع أي حزب يريده دون أي صعوبة. وبين الاستطلاع أن حزب "العمل" اليساري الوسط بزعامة عمير بيريتس سيحصل على 26 مقعدا.

فلسطينيا أكدت مصادر مطلعة امس أن "حركة المقاومة الاسلامية ــ حماس" اتخذت قرارا نهائيا بعدم تجديد التهدئة مع اسرائيل التي تنتهي مع نهاية العام 2005. وقالت المصادر إن هذا القرار جاء "في ظل تصاعد العدوان الاسرائيلي وعدم استجابة إسرائيل الى اي من الشروط والمطالب التي وافقت من خلالها الفصائل الفلسطينية على التهدئة".

وأضافت المصادر أن رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" خالد مشعل أبلغ قيادة "حركة الجهاد الاسلامي" في الخارج بأن حركته جادة في قرارها وأن "أعمال المقاومة ضد دولة الاحتلال ستشهد تصعيدا نوعيا فور انتهاء التهدئة".