مراجعة بسيطة تظهر أن الانفجارات تتوالى منذ احتلال العراق .. وبشكل بسيط ربما لا يحتاج إلى قراءة معمقة يظهر انه منذ احتلال العراق فإن ما يطلق عليه "الإرهاب" أصبح محصورا داخل الشرق الأوسط. وبهذه الصورة يمكن معرفة الكسب الاستراتيجي الذي حققته الولايات المتحدة، رغم أنها تخسر يوميا في العراق من جنودها واموالها.

ربما لا يعنينا كثيرا ما تكسبه الولايات المتحدة او تخسره، فإستراتيجيتها في النهاية خاضعة لمصالحها واعتبارتها، لكن إدخال الإرهاب بهذه الصورة إلى المنطقة، وظهور التفجيرات السياسية من بيروت إلى البحرين واليمن .. ولا نعرف أين سينتهي الأمر، يدفعنا إلى النظر نحو المستقبل بقلق.

الولايات المتحدة مارست التفجير بشكل مدروس على صعيد العنف السياسي، أو التوتر الإقليمي، والمهام السياسي لدول المنطقة تبدو صعبة في ضوء التصريحات اليومية ضد دول المنطقة .. فهل تكفي الآليات السياسية لكبح جماح العنف المتصاعد ..

بالطبع فإن الحكومات تتحمل مسؤولية أولى في الحدث الحالي، ولكن آليات الدولة تحتاج أيضا إلى الاستناد لثقافة جديدة .. لا أحد يدعو لثقافة جديدة .. ولا أحد يرى مما يجري سوى حرب من الولايات المتحدة .. فهل نحن نقف على أرضية قوية تسعى الولايات المتحدة إلى تفجيرها؟

من يتحمل مسؤولية الانهيار عليه الوقوف اليوم لمراجعة الحسابات التي أدت إلى هذا الطريق المسدود، وبالطبع فإن هذا الأمر يبدأ بالنظام العربي وربما لا ينتهي بتصرفات الأفراد ..
الواقع اليوم يوضح أن المعادلة التي تسير عليها الاستراتيجية دولية تجاه منطقتنا هي معادلة مستحيلة، فلا أحد قادر على نفاذ إلى عمق الاستقرار .. فهل يستحق هذا الأمر إعادة النظر بثقافتنا..

المستقبل لن يقف عند حدود المشكلات التي نواجهها اليوم، لأنه بالفعل يحتاج إلى رسم صورة جديدة، ويحتاج لبناء اجتماعي قادر على التخلص من أعباء الماضي بدلا من التمترس خلفه .. فهل هذا الأمر يحتاج إلى هدوء ... ربما نحلم اليوم بثقافة جديدة تبني الحياة نحو المستقبل، لكن هذا الحلم ليس أفقا مسدودا، بل هو الحل الوحيد الذي نراه.