نضال الخضري

لا يمكن ان تتداخل المفاهيم .. إنه الميلاد في مواجهة الإرهاب القادم من كل الجهات .. فالعنف لا يقتصر على السيارات المفخخة، بل هو الكلمات المدبجة التي تحاول منعنا من الفرح والحب .. وإجبارنا على الاقتناع بـ"عدم التشبه بالأجنبي" .. وكأن الله خلقنا من "نار وخلقهم من طين".

الإرهاب الذي يواجه المحبة لا يقتصر على "الميلاد". فالتعصب ليس لهذا اليوم، بل لعمليات الإرهاب المنظم التي تمارس على من يريد الحرية والعشق .. فهل نترحم على نزار قباني .. أم نرفع أيدينا بالدعاء كي يعفينا الله من الحب ويبقي نعمة المواعظ المنطلقة من مكبرات الصوت أيام الجمعة كي لا "نتشبه بالأجنبي"!!!

عيد الحب يقتحم ساحتنا سواء أردنا أم رفضنا .. لأن ثقافتنا كما نراها اليوم عاجزة عن توليد مشاعر غير "الترهيب والترغيب" .. وثقافتنا اعتزلت شعر أبي نواس وقيس بن الملوح ونزار قباني، وأصرت على تلبس خطبة الحجاج في أهل العراق.

والميلاد أيضا ربما يدفعنا لأن نتذكر محي الدين بن عربي وديك الجن وحتى رابعة العدوية، بدلا من الشافعي والغزالي وابن تيمية والعز بن سلام، مع احترامنا وتقديرنا للجميع.

ربما يذكرنا الميلاد من جديد بان الإرهاب لا يقاوم بالكراهية وبديمقراطية النار والأباتشي بل بالتطرف في الحب والحرية والحداثة.