سورية الغد

من يتحمل المسؤولية اليوم عن الإخفاق الاستراتيجي للنظام العربي؟! ومن سيدفع ثمن عمليات التطبيع التي على ما يبدو بدأت غربا وشرقا، لتحاصر "دول" الطوق. فالتطبيع بغض النظر عما يعنيه من تكوينات ومفاهيم، لكنه في الأساس يتطلب تبدل بنية "النظام العربي".

ما يمكن فهمه من التطبيع ربما يتعدى الصورة التقليدية التي سادت منذ زيارة الرئيس أنور السادات إلى القدس، فالمجتمع في تلك الفترة كان معبئا وخارجا من حروب طويلة، ولم تكن الدماء قد جفت بعد حرب تشرين.

اما التطبيع اليوم فيأتي بدم بارد وقبل أن يعرف النظام العربي ما هي الجائزة التي سينالها من عملية التطبيع، وهل النموذج العراقي في الديمقراطية، أو صورة اغتيال الحريري هي الهبة الأولى التي يمكن أن تقدم.

لا نفهم من التطبيع اليوم سوى العنوان الإعلامي الذي يحاصر الجميع رغم التوتر والعنف، ونفشل في كثير من الأحيان في تحديد مسؤولية الوضع .. ليس لأننا ضد التطبيع .. بل لأننا ضد الهبات المجانية التي تقدم لأي طرف وبغض النظر عن مصالحنا.

اليوم يبدو من الصعب مواجهة "التطبيع" بنفس المفاهيم القديمة ...

فهل نستطيع البحث من جديد ...