نفى صحة تصريحات مستشاره عن استعداده لتنازلات

البيان

نفى رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون ما قاله مستشاره كلمان غاير، من انه مستعد للتوصل إلى حلول وسط بعيدة المدى مع الفلسطينيين بما في ذلك حل وسط في القدس وإقامة دولة فلسطينية على مساحة تسعين في المئة من الضفة الغربية.

وقال شارون في بيان بثته إذاعة إسرائيل أمس إن أقوال غاير تتناقض مع مواقفه وآرائه تماماً، وأنها مجرد هراء وسخافات.وأكد شارون في بيانه أن »القدس الموحدة ستبقى عاصمة إسرائيل الأبدية وأن خريطة الطريق هي الخطة السياسية التي ستلتزم بها إسرائيل خلال السنوات المقبلة«.

وأثارت تصريحات غاير عاصفة سياسية في إسرائيل، ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن مصادر بمكتب شارون »غضبها الشديد« بشأن التصريحات

التي أدلى غاير إلى مجلة »نيوزويك« الأميركية الأسبوعية والتي قال فيها إن شارون مستعد نظرياً للتوصل إلى حل وسط بشأن القدس وقبول دولة فلسطينية في قطاع غزة و90 في المئة من الضفة الغربية.

وتأتي التصريحات التي ذكر أنها سببت »حرجاً« كبيراً لشارون قبل أربعة شهور من الانتخابات المقررة في مارس الماضي. وقال أعضاء في حزب الليكود الذي كان ينتمي إليه شارون إن هذه التصريحات هي »الدليل الأخير« على أنه إذا أعيد انتخاب شارون فإنه سوف »يقسم« القدس وأن حزبه الجديد كاديما يساري أو أكثر ميلا نحو اليسار من حزب العمل.

لكن ياريف اوبنهايمر الرئيس السابق لحركة »السلام الآن« قال إن سياسات شارون خلال السنوات الماضية تثبت العكس حيث شجع على بناء المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية.

إلى ذلك قالت مصادر إسرائيلية أنه في الوقت الذي يواصل رئيس حزب العمل، عامير بيريتس، التأكيد على أنه لا ينوي اتخاذ أي خطوة برلمانية من شأنها أن تؤدي إلى تشكيل حكومة بديلة بتأييد 61 عضو كنيست، فإن عدداً من كبار المسؤولين في كتلة العمل يعملون على إقناع بيريتس بعدم شطب هذه الإمكانية على اعتبار أن تشكيل حكومة بديلة، يقف بيريتس على رأسها، ستؤدي إلى تراجع ملموس في قوة حزب شارون الجديد كاديما.

وفي المقابل فإن عدداً من المقربين لبيريتس، الذي لا يزال يرفض الاقتراح، يشيرون إلى أن موافقة بيريتس على الاقتراح تضرب صدقيته حتى لو شغل منصب رئاسة الحكومة لفترة قصيرة، بيد أن هناك أعضاء كنيست من حزب العمل، من مؤيدي الحكومة البديلة، يواصلون ممارسة الضغوط على بيرتس لكي يستجيب للاقتراح، وذلك وفقاً لما صرح به مقربون منه.