السفير

كان من الممكن ان يمتد الكلام مع عزمي بشارة الى أبعد من منتصف الليل. فالأسئلة كثيرة جدا، والأفكار والآراء والمواقف التي تزاحمت في المحاضرة التي ألقاها أمس في معرض بيروت العربي والدولي للكتاب حوّلت المكان الذي ضاق بالناس، وفاض عن سعته واتساعه، الى احتفال بهي بالمفكر والسياسي والمناضل الآتي من الناصرة.
لبنانيون من شتى المشارب أنصتوا، بفرح غامر، لهذا المكافح في سبيل حرية شعبه. وفلسطينيون من القدس وترشيحا وسحماتا ويافا والناصرة وحيفا وبعض بقاع الجليل الأخضر تحلقوا حوله في نهاية المحاضرة ليتشمموا فيه عطر الجليل، ويحملوه رسائل القلب الى ذويهم في الديار الدامعة.
قال عزمي بشارة كلاما قاسيا وشجاعا معا: <<لسنا أبطالا ولسنا خونة>>. هكذا تكلم عزمي بشارة وتساءل:<<لماذا يقدمون لسيلفان شالوم منزلا في أحد البلدان العربية بينما يدمر جيشه مئات المنازل في فلسطين يوميا؟>>. ولعل بيروت التي أثخنتها الجراح طويلا وجدت في مجيئه ما يعيد الثقة اليها كعاصمة حقيقية للثقافة والحرية معا. وتلك النخب التي استمعت اليه البارحة طوال ساعتين كان لسان حالها يردد: <<اذا كنا نودع شهداء للحرية، فها نحن نستقبل ايضا مناضلا فلسطينيا في سبيل الحرية ايضا>>.