نجيب نصير

التطبيع من طبيعية، وفي واقعنا السياسي التطبيع يعني جعل العلاقة مع صهيونيا طبيعية … ومن قال غير ذلك؟ علاقتنا نحن في سوريا طبيعية للغاية، فصهيونيا مشروع استعماري استيطاني اعتدائي، ومن الطبيعي والتطبيعي ان نكون على عداء وعلى صراع من اجل حقوقنا ومستقبلنا، ومن غير الطبيعي والتطبيعي ان نكون على وفاق لأن الاغتصاب واقعة موجودة ومتعلقة تماما بحق الوجود وليس من الطبيعي أو التطبيعي ان نتخلى أو نتنازل أو نهدي حقوقنا لأي كان لا تحت الضغط ولا تحت الرفق ولا حتى تحت لعب بالألفاظ يجعل للتطبيع معنى معاكسا للذي ذكرناه.

مناسبة هذا التذكير هو تهافت الكثير من العرب على اللا تطبيع مع صهيونيا، والذي يحمل في طياته تخطيء كل من تأذى وانتهك من - أو عرف واطلع على - المشروع الصهيوني بمن فيهم الأجانب الذين فهموا القصة من أولها كعمدة لندن مثلا …

الجميع مخطئ عدا الساسة الذين يتذرعون بالانحناء للعاصفة في ظل هذه المعمعة الدولية التي تمرر الطلبات الإسرائيلية بحذاء مخططاتها، وليس عبر نظرة استراتيجية مخططة ومدروسة، لأنه وببساطة تبدو هكذا خطوة هي تشليح لحلم القوة والارتقاء والمنعة والسيادة التي يجب ان يتحلى بها أي سياسي ويعمل لها من ضميره أو بمراقبة ومحاسبة المؤسسات والناس والصحافة …

الجميع مخطئ عدا الساسة الذين يخرجون البيضة من إذن الحمامة ولا يدعون السحر بل خفة اليد كمهارة تبقيهم على عروشهم كمكافأة دولية على هذه المهارة الفائقة، بجعل شعوبهم تصدق انها كانت على خطأ….

وإذا لم تصدق هذه الشعوب فأمامهم البيضة والحمامة وليجربوا إلى ما شاء الله … فقط عليهم ان ينسوا ان صهيونيا انتهكت غيرهم ولكن من الطبيعي والتطبيعي ان يأتي دورهم.