نضال الخضري

في حديث "مراهقة" تبدأ الحياة، لأن اكتشاف اللحظات يشكل نصف الحقيقة، وكلَ الشعور بالزمن الذي يمضي ... وفي لون الحياة لمراهقة تظهر اليوم يمكننا أن نقرأ حصاد عام ... وأن نفرح رغم الرعب الذي يزرعه البعض أمامنا ... رغم الشك بأن الخصوبة هي الحياة، وأن بريق السيارات المفخخة لن يشكل تاريخا يحاول البعض كتابته على أجسادنا.

العام الذي أشفق عليه ... أودعه وأقبله رغم الرعب!! لأنني اعتدت أن أهمس في اللحظات الرحالة كلمات أو حتى نظرات من الرغبة في المستقبل. فمنذ أن عشقت صورة مراهقين يستعدون لاغتصاب العالم، ولتجاوز الزمن أدركت أن الأنثى مثارة بالحنين، ومجبولة بقدرها المجنون .. الجميل ... المكتوب على حفيف الدقائق التي ترحل كل يوم صوب عام جديد.

حصاد العام ورائي لكنني لا استطيع إلا الوقوف. ليس لأنني أنثى بل لأن عشق المستقبل لا يدعني أنحني، أو أنسى المراهقة ... أو لا أتمنى العودة إلى طيف "الطيش" الذي يكون العالم ... من قال أن الزمن يحتاج لرزانة العقد الرابع ووقار سن الخمسين أو صورة الحكمة التي نراها في الفضائيات من أصحاب العمائم واللحى ... ومن قال أن "المراهقة" لا تملك اقتحام الغد دون استئذان أو بحث عن شرعية دولية لامتلاك المستقبل؟!!

في الزمن الراحل صور لا تنته من "الاغتيال السياسي" و "الاغتيال الإنساني" وأيضا من العشق الذي يدفعنا للعيش والاستمرار .... فأنا أودع العام كأنثى وأستقبله كعاشقة رغم أنف التراث ... رغم شرعية التقاليد وسطوة الحزن و "جبروت" الاغتيال السياسي.

وفي الزمن الراحل قدرتي على ابتداع الفرح ورسمه من جديد بكلمات أو بسمة ... واختراق الحزن بومضة تسرق الأمل لأنني أعرف أن ما يسري في عروقي هو دم القادم وليس أنين السبايا أو حتى ضباب التراث ورمادية المرويات التاريخية. فعذرا من الماضي لأنني لا أعرفه ... والعام جديد هو محطتي القادمة.