ايلاف

بهية مارديني من دمشق: اعتبر مصدر سوري ان القرار 1644 الذي تبناه مجلس الامن الدولي عكس التهدئة التي حصلت بين سورية وواشنطن وباريس بما قد يمهد لتفاهم واسع النطاق يمتد من العراق وحتى فلسطين . واضاف المصدر في تصريح لـ"ايلاف" صحيح ان هذه التوقعات قد تكون متفائلة كثيرا لكنها مشروعة بالنظر الى الاجواء المحتقنة التي كانت سائدة قبل صدرور القرار 1636 . وأكد انه يمكن القول ان سورية حققت فوزا بالنقاط على معارضيها في لبنان في مجلس الامن الدولي عندما نجحت ليس فقط في عدم تمرير انشاء محكمة دولية وانما نجحت ايضا في تفادي اية عقوبات قد تفرض عليها او حتى التلميح بها في نص القرار الجديد الذي ربما يشير الى ان الضمانات التي اعطتها موسكو لدمشق قبل استجواب ضباطها في فيينا قد ترجمت عمليا وهو ما استدعى شكر لم يخجل السوريون في الافصاح عنه .

وكانت صحيفة البعث الناطقة باسم البعث الحاكم شكرت في افتتاحيتها اليوم الدور الروسي والصيني والجزائري واعتبرت ان روسيا والصين والجزائر نجحوا في منع الولايات المتحدة وفرنسا من فرض ضغوط اضافية على سورية. وكان مشروع القرار الفرنسي القاضي بتمديد مهمة لجنة التحقيق الدولية ستة أشهر لغاية الخامس عشر من حزيران 2006 وتوسيع عملها ليشمل كافة الهجمات الارهابية التي شهدها لبنان ، لاقى معارضة عدد من اعضاء مجلس الامن الدولي من ناحية توسيع صلاحيات اللجنة ، وقال السفير الاميركي جون بولتون أن اميركا عمدت مع فرنسا و بريطانيا الى اعادة صياغة مشروع القرار بعد معارضة قوية من روسيا له ، مؤكدا عزم بلاده مواصلة الضغط على سورية بكل الطرق الممكنة ، مشيرا الى ان واشنطن سوف ترى كيف ستجري المشاورات مع عواصم مثل موسكو، فيما لفت ممثل روسيا الدائم في الامم المتحدة اندريه دينيسوف ان مجلس الامن ممكن ان يوافق على طلب تمديد عمل لجنة التحقيق الدولية اذا لم يترافق مع محاولات لتسييس القضية ، مما حدا بمجلس الأمن الى الموافقة على التصويت بالإجماع على مشروع القرار الجديد 1644 الذي جدد عمل لجنة التحقيق الدولية لمدة ستة أشهر أخرى ودعا سوريا إلى مزيد من التعاون الكامل وغير المشروط معها كما دعا القرار إلى تقديم مساعدة فنية فقط للتحقيق اللبناني في الاغتيالات السياسية التي حصلت في لبنان مؤخرا دون أن يوافق المجلس على توسيع عمل لجنة التحقيق الدولية .

وقال مندوب روسيا لدى المنظمة الدولية في كلمته أمام أعضاء مجلس الأمن إن بلاده اقترحت تعديلات للنص الذي اقترحته فرنسا للتوصل إلى توازن أفضل في القرار ، واشار الى اننا " أردنا ألا يكون شديدا على سوريا" ، معتبرا أن" سوريا تجاوبت بحسب تقرير ديتليف ميليس" ولكن "مازال على السوريين أن يقوموا بالكثير ومجلس الأمن سيراقب تصرفها ودعمها كل ما اقتضى الأمر ذلك". من جانبه أكد فيصل المقداد مندوب سوريا الدائم في الأمم المتحدة خلال جلسة إقرار مجلس الأمن للقرار الجديد 1644 حرص سوريا على التعاون مع لجنة التحقيق الدولية خلال المرحلة المقبلة. وشكر مقداد "الجهود التي بذلها عدد كبير من أعضاء المجلس للحيلولة دون استصدار قرار يتناقض والشرعية الدولية ومبادئ الميثاق ودور المجلس في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين" واكد" انه ورغم التعاون الكامل الذي أظهرته سوريا فإن البعض وانطلاقا من مصالحه الضيقة يصر على عدم النظر بشكل إيجابي في تعاون سوريا مع القرارات الدولية وخلال وقت قياسي "، واسف" لخروج بعض أعضاء المجلس باستنتاجات انتقائية ليستخدمها بطريقة محرفة ضد سوريا"، ولفت الى ان سوريا تحملت مسؤولياتها وكانت مخلصة في ذلك انطلاقا من قناعتها بأن تحقيقا حرفيا وموضوعيا سيقود في نهاية المطاف لإعلان براءتها ، منوها ان منطق ممارسة الضغوط ومحاولة فرضه على الآخرين لا ينسجم مع المبادئ التي تحكم العلاقات بين الدول .