ما يمكن أن نفهمه عبر قرار مجلس الأمن الأخير، ثم التصريحات الأمريكية ... وأخيرا قضايا التصريحات المتتالية حول جريمة اغتيال جبران تويني أن "الكسب السياسي" هو حالة فانتازيا داخل "الزمن المعاصر" ... فلا مجال لأي انتظار كي تصبح السياسة هي العمل الحقيقي، لأن أبواق الحرب سواء صدرت عبر خطاب أمريكي أو "زرقاوي" أو حتى "إعلامي"، هي غاية بذاتها.

وربما من بؤر التوتر إلى مساحات الفوضى يُراد لنا الدخول في الخوف .. الخوف من القادم أو التبدل أو حتى التطور.
فالسيناريوهات التي نراها وكأنها الزائر الثقيل تحمل بمجملها غموضا أو نتائج يتوقها البعض... لكن النهاية هي "الخوف" .. وكأنه اللون الوحيد الذي يمكن أن نراه هو ما يصنعه الغير.
لا شك ان المستقبل اليوم مفتوحا على كل الاحتمالات، فبعد احتلال العراق ومسلسل الاغتيالات في لبنان شهدنا تبدلا في الأدوار الإقليمية، وتغيرا حتى في المواقع السياسية، وفي النهاية هناك التحذيرات من أن القادم يحمل نتائج أسوء، فهل هناك أبشع من استباق النتائج؟!

إذا كنا نرفض المشاريع المسبقة والحرب الاستباقية .. ونرى أن التحولات الحادة التي تعيشها المنطقة سيئة، ولكن الحالة الحالية ليست نموذجية، فهل يمكن ان نخاف !! ما الذي يمكن ان يخسره المجتمع إذا حاول خلق تجربته بعيدا عن النماذج الجاهزة وأشكال التهويل التي تريد حصر الخيارات.. وما الذي يمكن ان نخسره إذا حاولنا خلق التجربة بما نملكه من معطيات؟!
نحن ننتظر الخوف .. ونتخلى عن الإبداع .. لكن ليس هناك أسوء من التسليم بأن القادم ليس لنا .. فهل علينا الاقتناع بأن الخوف بات عقيدة تحذرنا من أي تبدل ...