اتفاق ينهي الأزمة الفتحاوية: كتلة برلمانية واحدة
أوروبا تهدد بقطع المساعدات للفلسطينيين:

السفير

حذت أوروبا أمس حذو الولايات المتحدة، وهددت الفلسطينيين بوقف المعونة الأوروبية، وهي الأكبر من نوعها للسلطة الفلسطينية، إذا فازت حماس في انتخابات المجلس التشريعي في 25 كانون الثاني المقبل.
وفي محاولة من حركة فتح لتجاوز الأزمة التي تعصف بها من جراء تقديم لائحتي مرشحين، وكلتاهما برئاسة الأسير مروان البرغوثي، إلى الانتخابات، الأولى قائمة <<المستقبل>> والثانية قائمة السلطة، اتفق الطرفان على التنافس خلال الحملة الانتخابية، على أن يندمجا في البرلمان (تفاصيل صفحة 14).
وقال منسق السياسة الخارجية والامنية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا، في تل أبيب، <<من حق كل الأحزاب أن تكون جزءا من الانتخابات، إلا أن هناك نوعا من المبادئ التي يجب أن يتم القبول بها من قبل الجميع>>، مضيفا <<من الصعب جدا أن يكون شركاؤنا في المستقبل أحزابا لا تدين العنف>>، موضحا انه <<في حال فوز حماس، فسيكون من الصعب جدا مواصلة تقديم المساعدة المالية التي تذهب إلى السلطة الفلسطينية>>.
وأثناء زيارة لمعبر رفح الحدودي بين غزة ومصر، قال سولانا إن الاتحاد، الذي خصص ما يزيد عن 312 مليون دولار للسلطة الفلسطينية في العام 2006، لن يحاول معارضة مشاركة حماس في الانتخابات، إلا انه حذر من
الانعكاسات المترتبة على احتمال فوز حماس في الانتخابات قبل أن تعلن تخليها عن العنف وتعترف بإسرائيل.
وكان مجلس النواب الأميركي هدد في قرار أمس الأول بإعادة النظر في المساعدة المالية التي تقدمها واشنطن للفلسطينيين، في حال شاركت حماس أو أي مجموعة أخرى مدرجة على قائمة وزارة الخارجية للمنظمات الإرهابية في الحكومة الفلسطينية، قبل تخليها عن أسلحتها.
وأكد المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، بعد لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس وسولانا في قصر الرئاسة في غزة، ان المشاركة في الانتخابات التشريعية المقبلة هي حق لجميع الفلسطينيين، مطالبا المجتمع الدولي بعدم السماح لإسرائيل بتخريب الانتخابات.
وأوضح أبو ردينة ان <<الموقف الرسمي الفلسطيني هو إجراء الانتخابات في موعدها المحدد في 25 كانون الثاني المقبل>>، وان <<الانتخابات حق للجميع والمشاركة للجميع>>.
وأضاف أبو ردينة <<لم نسمع من الاتحاد الأوروبي أو المجتمع الدولي ما يخالف ذلك، بل على العكس. قرار المشاركة هو قرار السلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وهم سيحترمون قرار الشعب الفلسطيني وخياراته>>.
ووصف كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات تصريحات سولانا بأنها <<غير مقبولة>>، مشددا على أن ذلك تدخل مباشر في الشؤون الداخلية للفلسطينيين، وأن على سولانا وغيره احترام اختيار الشعب الفلسطيني.
وكان عريقات أعلن أمس الأول أن الموقف الأميركي مرفوض جملة وتفصيلا. وقال <<هذه انتخابات فلسطينية، ويجب على الجميع احترام الخيار الديموقراطي للشعب الفلسطيني>>، مشددا على ضرورة مشاركة الفلسطينيين جميعا في الانتخابات لتحقيق الديموقراطية، ومؤكدا أن <<الانتخابات ستجري في موعدها المحدد، وفقا لقانون الانتخابات الفلسطيني>>.
وحذر المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري من <<التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية الفلسطينية>>، موضحا أن الضغوط الدولية على حركته تعكس <<انحيازا إلى جانب إسرائيل>>، ومشددا على أن حماس ملتزمة بحقها في المشاركة في الانتخابات.
إسرائيل
وكان مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية رون بروسور، قال للإذاعة العامة الإسرائيلية في وقت سابق <<نأمل أن تحذو دول الاتحاد الأوروبي حذو مجلس النواب (الاميركي) بشأن حماس، وقد أجرينا اتصالات بهذا الصدد>>، موضحا <<أن الذين يدعون لتدمير إسرائيل لا يمكنهم المشاركة في عملية سياسية>>. ورأى أن فوز حماس في الانتخابات <<سيعيد المنطقة سنوات كثيرة إلى الوراء>>.
واعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم، للإذاعة الإسرائيلية العامة، أمس الأول، القرار الأميركي هاما جدا، مشيرا إلى انه <<يؤكد أن على أبو مازن أن يتحرك لنزع أسلحة المنظمات الإرهابية>>، مضيفا <<يجب عليه (عباس) أن يتخذ هذا القرار الاستراتيجي وينزع أسلحة الإرهابيين قبل التوجه إلى طريق السلام مع إسرائيل، وإلا فإن حماس ستحول السلطة الفلسطينية إلى حماسين>>.
وأشار شالوم إلى أن إسرائيل تعتبر مشاركة حماس في الانتخابات <<تتعارض مع مصالحها>>، ومن ثم ستفعل اللازم للتصدي لذلك، لا سيما بفرض قيود على تنقل الفلسطينيين يوم الاقتراع.