نجيب نصير

وزن الريشة والذبابة والديك هي من أدوات تصنيف رياضة الملاكمة الوحشية في قياس أخلاق عصرنا، والديموقراطية التي يبادر القاصي والداني إلى نصحنا بها هي من هذه الأوزان بالمعنيين الذين يتبادران إلى ذهن القارئ.

وبالاتفاق البشري ان الديموقراطية هي ليست صناديق الاقتراع، وليست هي قبول الآخر على أساس ان في المجتمع ليس هناك من آخر حقوقيا والا تحول الموضوع إلى احتمل الآخر أو بالاحرى غلاظته ( ونحن بهذا كأقوام عربية في قمة الديموقراطية )، وليست هي تسامح لأن التسامح هو ترك حق بملء الإرادة، لأن الديموقراطية هي فعل المشاركة والمسؤولية من أرضية حقوقية واحدة في مجتمع متعدد الرؤى، وهذه المشاركة تحتاج إلى تربية وتدريب سكت عنها الناصحون لروادح من الزمن والان …. ماذا الآن ؟ …

ثلاث تجارب ( ديموقراطية ) في فلسطين ومصر والعراق أفرزت ممارسة نستطيع اعتبارها ما قبل الديموقراطية ( وليس فقط ما قبل الدولة أو ما قبل الاجتماع البشري )، فالعصي والسكاكين كانت شعار الانتخابات المصرية، والكلاشينكوفات كانت عنوان الانتخابات الفلسطينية، والطائفية التفصيلية ( دينية مذهبية اتنية عشائرية وتحت احتلالية ) كانت صفة الانتخابات العراقية …. كلمة تزوير هي القاسم المشترك بين الجميع … ربما كان هنا أو هناك يمكن إضافة كلمة أو جملة مثل تزوير خفيف أو طفيف، أو حول مراقبو الانتخابات منع التزوير، المهم انه في التجارب الثلاث كانت الديموقراطية المصندقة اقرب إلى ملاكمة و الحلبة هي الوطن والفائز فيها خاسر، لأنه وببساطة بدا المتدمقرطون لا يعرفون الفارق بين الملاكمة والانتخابات، انه خلاص فردي من جديد لعملية جماعية واجتماعية بأمتياز، والانكى والذي يعتبر لعبا بالنار ان الجميع دخلوا اللعبة ليس لإقصاء الآخر ( المخترع ) وانما لضمه عبر إخضاعه والا فالحرب الأهلية هي الحكم.

ها قد عدنا إلى شريعة الغاب ( الاستبداد ) مرة أخرى ولكن عن طريق الديموقراطية هذه المرة … وهو ما يترك الباب مفتوحا على أسئلة حارقة … ربما كان أهمها أين نحن من هذا الزمان …. وهل يستطيع هذا النسيج ( المجتمعي ) احتمال الوزن الثقيل ما دام لما يزل في وزن الريشة ؟؟؟؟