النهار

بينما تؤكد دمشق حرصها على التعاون مع لحنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري وعلى احترام القرارات الصادرة عن مجلس الأمن في هذا الإطار، خرجت صحيفة "تشرين" الحكومية بموقف لافت مقترحة على رئيس اللجنة الجديد البلجيكي سيرج براميرتس العودة الى نقطة البداية.

وكتب رئيس تحرير الصحيفة خلف الجراد في مقال افتتاحي: "تجنباً لتكرار الأخطاء ذاتها يرى عددٌ من الخبراء أنّ رئاسة لجنة التحقيق الدولية الجديدة ليست ملزمة استنتاجات السيد (القاضي الألماني ديتليف) ميليس ومواقفه من جهة، وفي إمكانها العودة إلى نقطة البداية ومراجعة جميع الشهادات والوقائع والاستخلاصات من جهة أخرى".

وجاء اقتراح الصحيفة في إطار ملاحظات على أداء الرئيس ميليس وانتقادات له.

وقال الجراد: "تبدأ قريباً مرحلة جديدة من عمل لجنة التحقيق الدولية ... وذلك بعد الانتكاسة الكبرى التي مُني بها عمل السيد ميليس، الأمر الذي لم تستطع أن تغطّيه عبارات الإشادة والمديح والثناء المتكررة والمبالغ فيها، سواء من أطراف لبنانيين معروفين، أو قوى دولية كانت تقف بقوة وراء ترشيح ميليس لهذه المهمة الحسّاسة". واعتبر ان "المواقف المسبقة" التي تبناها ميليس ضد سوريا "انعكست بشدّة على تقريريه الأول والثاني دون أدلّة ملموسة وبراهين قاطعة. حيث أثّر ذلك على عدالة عمل اللجنة ومهنيتها وسمعتها وحياديتها، إضافة إلى إضاعة الوقت بقصص وحكايات شهود مشكوك في أقوالهم ودوافعهم، ومن يقف وراءهم".

وتمنى الكاتب أن يتخطّى الرئيس الجديد للجنة التحقيق "الثغرات والأخطاء الجوهرية" التي وقع فيها ميليس مثل "التصوّر المسبق أن أجهزة المخابرات السورية واللبنانية على علم بالجريمة، وعدم دراسة احتمالات قيام أجهزة إقليمية أو عالمية أخرى بهذه الجريمة"، و"أَخْذُ السيد ميليس بكثير من القصص التي روّجتها وسائل إعلام لبنانية معيّنة، على أنها معلومات وحقائق من دون تفحّصها وتدقيقها ومعرفة دوافعها" و"استناده إلى أقوال و"شهادات" بعض السياسيين اللبنانيين، ممّن يناصبون سوريا العداء والكراهية، حيث عدّهم السيد ميليس شهوداً عدولاً، في حين أن لهم مصلحة مباشرة في الإساءة لسوريا".

وختم ملمحاً إلى احتمال تورط جهة لبنانية في عملية الاغتيال، وقال: "سيحظى رئيس اللجنة القادم باحترام أبناء المنطقة والعالم إذا ما توقّف ملياً عند أعمال (جهاز الاستخبارات) الموساد الإسرائيلي الإرهابية، ودوره التخريبي والتجسسي، واحتمالات قيامه مباشرة، أو بالتعاون مع جهة دولية أو لبنانية (أو كليهما معاً) في اغتيال الحريري".

ويذكر أن ميليس أعرب عن اقتناعه، في حديث الى صحيفة "الشرق الاوسط" السبت، بأن سوريا تقف وراء اغتيال الحريري.