"ارتكبت الجريمة في لبنان وأفلتت من العقاب"

النهار

وجهت كبرى الصحف الأميركية انتقادات لاذعة الى مجلس الأمن لتقاعسه عن إدانة سوريا، ولعدم فرضه عقوبات عليها بسبب تدخلها في لبنان، وتماديها في قتل الأصوات التي تنتقدها.

وحملت "النيويورك تايمس" على مجلس الأمن لأنه "خذل لبنان... ذلك ان سوريا ارتكبت الجريمة في لبنان وأفلتت من العقاب"، وان المجلس "سمح بحصول ذلك".

وركزت افتتاحية الصحيفة إنتقاداتها على المجلس لأنه لم يرتق الى المسؤولية المطلوبة منه في قضية لا تتعلق بأمر بسيط، بل "بسيادة دولة وحياة بعض أفضل مواطنيه وأشجعهم". وأخذت عليه اخفاقه في توسيع مهمة لجنة التحقيق الدولية المستقلة في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري لتشمل الجرائم التي تلت اغتيال الحريري وما سبقها، "والأهم أنه أخفق في فرض عقوبات جدية على المسؤولين السوريين الذين يواصلون عرقلة مثل هذا التحقيق". ولفتت الى ما سمّته "جدار الأعذار الذي بنته دول مثل روسيا والصين والجزائر". ورأت أن مثل هذا القرار الفاتر لا يكفي لإقناع دمشق بأن المجتمع الدولي قادر "على اتخاذ اجراءات فعالة ضد نظام يصدّر الإرهاب، ويدوس دون عقاب سيادة دولة مجاورة". وختمت أن "تدخل سوريا القاتل في لبنان وفّر فرصة مثالية لمجلس الأمن ليبيّن أنه قادر على اتخاذ الخطوات الديبلوماسية الفعالة للدفاع عن دولة معرضة وعضو في الأمم المتحدة، وعلى معاقبة الإرهاب الدولي الوقح".

"الواشنطن بوست"

وكتبت صحيفة "الواشنطن بوست" في افتتاحية عنوانها "العدالة لسوريا"، أن "ديكتاتوراً بعثياً آخر، هو (الرئيس السوري) بشار الأسد" يستخدم تكتيكات الرئيس العراقي السابق صدام حسين. ولم يكتف بعرقلة تحقيق الأمم المتحدة في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، بل أن "عملاءه في لبنان يواصلون قتل منتقدي سوريا من اللبنانيين". وقالت في إشارة الى اغتيال رئيس مجلس الإدارة المدير العام لـ"النهار" النائب الشهيد جبران تويني، أن "الجريمة الأخيرة وضعت مقاييس دولية جديدة للصفاقة". ووصفت تويني بأنه "أحد أكثر الصحافيين والسياسيين شهرة في لبنان، وناقد قاس لتدخل سوريا في لبنان".

ومع أن الصحيفة لاحظت انه لا يعرف قطعاً من المسؤول عن الاغتيالات منذ 14 شهراً في لبنان، لفتت إلى أن "هناك أسباباً قوية لمشاطرة الزعماء اللبنانيين المنتخبين رأيهم القاطع في أن السيد الأسد يقتل بصورة منظمة أفضل مواطنيهم وأشجعهم لتحدي الإئتلاف الدولي الذي ارغمه على سحب القوات السورية من لبنان".

وبعدما تطرقت الى بعض ما جاء في التقرير الثاني لرئيس لجنة التحقيق الدولية المستقلة في جريمة اغتيال الحريري القاضي الألماني ديتليف ميليس مثل حرق الوثائق المتعلقة بلبنان في سجلات المخابرات السورية، أضافت أن الأسد يعتقد أن " نشاطاته الإرهابية في نهاية المطاف سترغم لبنان على قبول الهيمنة السورية مرة أخرى، وأن مجلس الأمن سيتراجع عن المواجهة الشاملة معه". ورأت أن قرار مجلس الأمن الأخير ربما شجع الأسد لأنه لم "يوسع التحقيق الدولي ليشمل الجرائم الأخرى، ولأنه لم يفرض عقوبات مباشرة على سوريا".