مبعوث للرئيس الإيراني في دمشق

النهار ، شعبان عبود :

أفادت مصادر سورية أن تعديلاً وزارياً قريباً سيشمل تغييرات لمحافظين على مستوى المدن الرئيسية الكبرى، بينما رفضت دمشق الاتهامات الأخيرة لرئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري القاضي الألماني ديتليف ميليس.

وأوضحت ان "التعديل الوزاري بات على الأبواب، والقيادة السياسية تدرس أسماء المرشحين الجدد لتسلم حقائب وزارية، مشيرة إلى ان الظروف السياسية الإقليمية والدولية التي أحاطت بسوريا أخرَت التعديل الذي كان مقرراً في وقت سابق، إذ لا يمكن فصل الظروف الداخلية عما يجري حولها". وأضافت إن "الأجواء السياسية المحيطة تميل حسب المعطيات المتاحة الى الانفراج، وستعلن الخطوة المرتقبة فجأة وسيولى الموضوع الاقتصادي اهتماماً خاصاً من طريق إدخال كفايات ذات توجهات ليبرالية، كذلك من المرجح أن تدخل الحكومة شخصيات مستقلة على حساب البعثيين.

وأعلنت ان التعديل الوزاري سيرافقه تغيير لبعض محافظي المدن الكبرى كدمشق وحلب وحمص واللاذقية.

وكان الرئيس السوري بشار الأسد أجرى تعديلاً للحكومة الحالية برئاسة المهندس محمد ناجي عطري أواخر أيلول من العام الماضي، بعد ستة أشهر من تأليفها. وعلى عكس التوقعات، أتى التعديل حينذاك بغالبية بعثية وشمل ثماني حقائب وزارية أبرزها الداخلية والاعلام، إذ عين اللواء غازي كنعان وزيراً للداخلية بينما اختبر مهدي دخل الله وزيراً للاعلام.

معاون احمدي نجاد

وأجرى معاون الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، حسين دهقان محادثات مع رئيس الوزراء السوري، ومن المقرر أن يلتقي اليوم الرئيس الأسد. وأبلغت مصادر إيرانية في دمشق إلى "النهار" أن دهقان "هو شخص مقرب جداً من الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، لكنه لم يفصح لنا عما سيتطرق اليه مع الرئيس الأسد، أخبرنا أنه يحمل رسالة شفهية من نجاد". وقال: ان "أسباب الزيارة تتعلق بضرورة استمرار التشاور والتنسيق بين البلدين في ظل الاوضاع الراهنة والصعبة التي تشهدها المنطقة وخصوصاً من حيث الضغوط الأميركية، ونحن لدينا اهداف ومصالح مشتركة". ونقلت عن الرئيس الإيراني انه كان "مرتاحاً الى خطاب الرئيس الأسد على مدرج جامعة دمشق وسينقل معاون الرئيس الإيراني الى الأسد تحيات الرئيس الايراني الحارة وعبارات التبريك والتهنئة لما جاء من مواقف في ذلك الخطاب"، نافية "وجود أي مساع ايرانية أو مبادرة للتهدئة" بين دمشق وبيروت.

إذاعة دمشق

وردت الإذاعة السورية على اتهامات ميليس، فقالت ان القاضي الألماني لم يورد أي دليل ملموس او أدلة قاطعة، "مثلما حاول من قبل تقليل اعترافات الشاهد المقنع (هسام هسام) الذي أسقط باعترافاته السند القانوني لتقرير اللجنة الدولية الأول حيث استند التقرير المذكور إلى أجزاء أساسية من شهادات هذا الشاهد".

وتساءلت: "هل يحق لرئيس اللجنة ان يعطي نفسه صلاحية توجيه اتهام عبر وسائل الأعلام وبعيداً عن أصول التحقيق من غير ان يكون لديه أدلة واضحة ومحددة؟ وإذا كان متأكداً مما يقوله، فلماذا يتوقع ان يستمر التحقيق سنوات عدة؟ و لماذا لا يعرض تلك الأدلة، وهل القناعة والإحساس والتوقع أمور كافية لإطلاق أحكام واتهامات؟ ولماذا لم يضمن هذه القناعة تقريره الثاني".

ودعت خليفة ميليس "أياً يكن ليتابع عمل اللجنة بحرفية ومهنية بعيداً عن التسيس والضغوط ومحاولات الابتزاز التي حاول البعض ممارستها خلال مراحل التحقيق السابقة في محاولة لاتهام سوريا بأي ذريعة وإلصاق تلك الجريمة النكراء وغيرها من الجرائم بها".