الاتحاد

انتخابات حزب الليكود الداخلية، وصعود ’’حماس’’ في الانتخابات البلدية، ومساوئ طغيان القائد الأوحد داخل إسرائيل، ثم أسباب عودة الدفء إلى العلاقات الأوروبية الإسرائيلية، قضايا نعرض لها ضمن جولة موجزة في الصحافة الإسرائيلية

’’وجه الليكود الجديد’’: خصصت صحيفة ’’هآرتس’’ افتتاحيتها يوم الإثنين للحديث عن الانتخابات الداخلية لحزب الليكود التي جرت في نفس اليوم من أجل اختيار زعيم جديد للحزب يحل مكان أرييل شارون• ترى الصحيفة أنه بعيدا عن الصراع حول السلطة المحتدم بين المرشحين وهم بنيامين نتنياهو ويزائيل كاتس وموشيه فيجلين وسيلفان شالوم، يبرز إلى السطح صراع أيديولوجي سيؤدي حسمه إلى تحديد مصير حزب الليكود في المستقبل وتبيان موقعه من الخريطة السياسية في إسرائيل• واقعيا ينحصر الصراع بين سيلفان شالوم وبنيامين نتنياهو، حيث أعلن المستوطنون تأييدهم الصريح لبرنامج نتنياهو الذي سبق وأن عارض إخلاء المستوطنات في غزة، واتهم غريمه شالوم برغبته في تقسيم مدينة القدس• هذا التمايز في الرؤى بين أجنحة الحزب المختلفة سيؤدي، في حال حسمه، إلى تحديد هوية الحزب، كما أدى حسب النتائج الأولية إلى فوز نتنياهو ، كما سيوضح ما إذا كان الليكود سيجنح نحو اليمين المتشدد ويغلق الأبواب على نفسه، أم أنه سيختار طريق الوسط الذي بات يميز الشارع الإسرائيلي ويطبع توجهه• بيد أن الصحيفة تتخوف من وجود عناصر داخل الحزب لم يستسيغوا بعد التحول الجاري لدى الناخب الإسرائيلي واستعداده للتعايش مع الفلسطينيين• وما لم يجدد الليكود رؤيته ويتخلَّ عن أيديولوجية ’’أرض إسرائيل الكبرى’’ التي لم تعد تواكب منطق العصر، فإنه سيحكم على نفسه بالعزلة، وربما الاندثار، حتى بعد اختيار نتنياهو•

’’إرادة الناخب الفلسطيني’’: في مقاله المنشور على صفحات ’’هآرتس’’ يوم الإثنين يقارب الكاتب الإسرائيلي داني روبنشتاين المشهد السياسي الفلسطيني على خلفية فوز مرشحي ’’حماس’’ في الانتخابات البلدية الأخيرة• وبالرغم من معارضة الأميركيين لمشاركة حركة ’’حماس’’ في الانتخابات، إلا أن الكاتب يدعو الحكومتين الإسرائيلية والأميركية إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية للفلسطينيين وترك الناخب يختار ممثليه• ومع ذلك يعتبر الكاتب أن اكتساح مرشحي ’’حماس’’ لمجالس البلديات يؤشر على ما سيحدث في الانتخابات التشريعية المقبلة التي من المتوقع أن يحصل فيها مرشحو الحركة على نتائج جيدة تخول لهم الدخول إلى البرلمان بقوة والمشاركة في صنع القرار الفلسطيني• وهي المشاركة التي تثير بعض الانزعاج والتخوف لدى المراقب الإسرائيلي بالنظر إلى مواقف ’’حماس’’ المعروفة من بعض القضايا مثل اتفاقية أسلو، ومسألة عودة اللاجئين وغيرها• وحسب الكاتب لن تكون إسرائيل وحدها المنزعجة من فوز ’’حماس’’ ومشاركتها في الحياة السياسية، بل يطال التخوف السلطة الفلسطينية ذاتها• ففي حال فوز ’’حماس’’ في الانتخابات التشريعية لن تتردد في الجهر بمطالبها المتمثلة في إصلاح المرافق الحكومية والقضاء على الفساد المستشري في أجهزتها المختلفة• كما ستدعو أيضا إلى إدخال تعديلات على منظمة التحرير الفلسطينية نفسها، خصوصا فيما يتعلق بحجم تمثيل ’’حماس’’ داخل المنظمة التي ظلت بعيدة عنها طيلة الفترة السابقة• وفي الأخير يشدد الكاتب على ضرورة مواصلة المفاوضات مع محمود عباس وحكومته، لكن دون تجاهل رغبة الناخب الفلسطيني حتى وإن جاءت على غير هوى إسرائيل•

ما بعد إغماءة شارون: استهلت ’’جيروزاليم بوست’’ افتتاحيتها ليوم الإثنين بالتطرق إلى الوعكة الصحية التي ألمت بأرييل شارون واضطرته للدخول إلى المستشفى لتلقي العلاج• لكن وبعيداً عن صحة زعيم حزب ’’كاديما’’ تتساءل الصحيفة عن مدى عافية السياسة الإسرائيلية في وقت يبدو أنها باتت تعتمد فيه على قيادة شخص واحد• فبعد الزخم الذي أحدثه شارون في الحياة السياسية الإسرائيلية منذ تنفيذه خطة فك الارتباط الأحادي من قطاع غزة وتشكيله لحزب جديد تصدر استطلاعات الرأي تولد شعور لدى الشارع الإسرائيلي بأن شارون أصبح الشخصية السياسية التي لا غنى عنها لاستمرار السفينة الإسرائيلية، وهو ما يثير التساؤلات حول الديمقراطية التي يفترض أن تقوم على تعدد الشخصيات وتنوع البدائل• وبالرغم من أن حزب ’’كاديما’’ ميز نفسه عن باقي الأحزاب عندما اختط لنفسه طريق الوسط متمثلا في التحرك الأحادي الذي يختلف مع نهج حزب ’’العمل’’ المؤيد للمفاوضات، وحزب الليكود المعارض لخطة فك الارتباط، إلا أن شارون هو الشخصية المحورية التي يلتف حولها الحزب• الصحيفة تنتقد سياسة القائد الأوحد لأنها ترتكز على قوة الأشخاص بدل قوة الأفكار مشيرة إلى غياب برامج حقيقية• فمن جهة هناك الزعيم الجديد لحزب ’’العمل’’ عمير بيريتس، الذي رغم توجهه الاقتصادي والاجتماعي، إلا أنه لم يطرح برنامجا واضحا، ومن جهة أخرى هناك شارون نفسه الذي لم يعلن بعد عن خططه المستقبلية في حالة إعادة انتخابه على رأس الحكومة•

’’شهر عسل بين أوروبا وإسرائيل’’: نشرت ’’يديعوت أحرونوت’’ مقالا للكاتب الإسرائيلي إيلداد بيك يوم الإثنين تناول فيه عودة الدفء إلى العلاقات الإسرائيلية الأوروبية بعد التوتر النسبي الذي شابها في السابق• فبينما كان الإعلام الأوروبي يوجه سهام النقد إلى السياسة الإسرائيلية في المنطقة أصبح هذه الأيام أكثر تفهما للموقف الإسرائيلي• ويرجع ذلك في نظر الكاتب إلى التغير الذي طرأ على المقاربة الإسرائيلية للصراع مع الفلسطينيين، خصوصا بعد إقدام شارون على الانسحاب من قطاع غزة• ويرى الكاتب أن تلك الخطوة كانت حاسمة في تبدل الموقف الأوروبي تجاه إسرائيل وانتقاله من المعسكر المتفهم للهجمات الفلسطينية على إسرائيل إلى المعسكر المندد بها مدللا على ذلك بالاجتماع الأمني الذي عقد مؤخراً في برلين، حيث نبه المفوض الأوروبي للشؤون الأمنية لأول مرة إلى ما تعانيه إسرائيل من هجمات• بالإضافة إلى ذلك يرد الكاتب تحول الموقف الأوروبي لصالح إسرائيل إلى بروز أعمال العنف التي طالت أوروبا نفسها، وهو ما دفع البلدان الأوروبية إلى تفهم لجوء إسرائيل إلى القوة لـ’’حماية نفسها’’ على حد قول الكاتب محذرا الدبلوماسية الإسرائيلية من مغبة الركون إلى النجاح الذي أنجزته في مجال تحسين صورة إسرائيل لدى أوروبا مطالبا ببذل المزيد من الجهد لتوطيد العلاقات الأوروبية الإسرائيلية وإدامة شهر العسل بين الطرفين•