«ابو عمار السعودي» جندهم لـ«الجهاد» في افغانستان وبعضهم سافر الى ايران والعراق...

الحياة

علمت «الحياة» امس ان عشرة سوريين يحاكمون امام محكمة امن الدولة العليا السورية بتهمة الانتماء الى تنظيم «القاعدة» بزعامة اسامة بن لادن وتشكيل «مجموعة جهادية» سافر بعض افرادها الى ايران لـ «التدرب» قبل التسلل الى افغانستان لقتال الاميركيين. وقال محامي المتهمين حسن عبدالعظيم لـ «الحياة» ان افراد المجموعة «انكروا التهم، وقالوا ان تجمعاتهم كانت تستهدف قراءة الكتب الفقهية» وان انتماءهم «تنظيميا او فكريا للقاعدة ليس مثبتا».

وفي المعلومات المتوافرة لـ «الحياة» ان «ياسر ابو عمار السعودي» اتصل بمجموعة من أهالي منطقة القامشلي في شمال شرقي البلاد لـ «حضهم على الجهاد وانه فرض عين على كل مسلم وان الذي يتقاعس عن الجهاد كافر»، وانه وفر لهم أموالا وتسهيلات لـ «السفر والجهاد».

وتضم المجموعة عشرة اشخاص، هم محمود عرب احمد ومصعب حسين علي ومحمود بن محمد الشافعي وهابيل عبدالغني الحمد ومحمد توفيق بن احمد مراد ومحمد بن جمعة خليل واسامة بن محمود الشافعي واسماعيل بن سعيد مصطفى وعمر بن شريف داود وعبدالقادر بن سليمان مراد. وتراوح اعمار هؤلاء بين الـ25 والـ 40 عاما.

وجرى توقيف افراد المجموعة في نهاية تشرين الاول (اكتوبر) من العام 2003 على خلفية «الانتساب الى القاعدة وتشكيل جماعة وعقد اجتماعات سرية والاتصال مع اشخاص في التنظيم، داخل سورية وخارجها، بحيث اصبحوا من السلفيين الجهاديين الذين يحرضون على الجهاد والذهاب الى افغانستان والشيشان والاشتراك مع المجاهدين هناك، اضافة الى قيامهم بالتهجم على النظام القائم واعتبار اعضاء حزب البعث الحاكم كافرين». وضبطت قوات الامن مع افرادها كتبا واشرطة بينها واحد بعنوان «كتاب الاحرار» الذي «يحض على الجهاد».

وأحيل هؤلاء المتهمون على محكمة أمن الدولة التي عقدت اربع جلسات لمحاكمتهم.

وقالت المصادر ان «ابو عمار السعودي» سهل سفر «ابو وائل» ومصعب بن حسين علي الى ايران من اجل «التدرب ثم التسلل الى افغانستان والجهاد فيه»، وسافرا معه من دمشق الى طهران، ومنها الى مدينة زهيدان، ثم انتقلوا في سيارة الى مدينة دوست الحدودية. لكن مصعب رفض «التسلل» سيرا الى افغانستان وعاد الى العراق لبضعة ايام، ثم عاد الى سورية.

ونقل عبدالعظيم عن مصعب قوله :»ذهبت الى ايران طمعا بالمال»، مضيفا ان موكله امضى في ايران خمسة شهور بين أيار (مايو) وتشرين الاول (اكتوبر) من العام 2000، وانه كان يرفض «التهجمات على المسؤولين السوريين التي كان يقولها ابو عمار السعودي».

ويواجه العشرة امام محكمة امن الدولة ثلاث تهم هي «انشاء جمعية بقصد تغيير كيان الدولة الاقتصادي والاجتماعي واوضاع المجتمع الاساسية» بموجب المادة 306 من قانون العقوبات العام و»جناية مناهضة اهداف الثورة ونشر اخبار كاذبة» بموجب المرسوم 3 للعام 1965 و»نشر دعاوى ترمي الى اضعاف الشعور القومي وايقاظ النعرات الطائفية والمذهبية» بحسب المادة 285 من قانون العقوبات.

لكن عبدالعظيم قال ان هؤلاء «ليسوا اعضاء في القاعدة، بل مجرد شباب متدينين كانوا يحكون بالامور العامة وما يقع في افغانستان والشيشان والعراق». وزاد انه «لم يثبت بالقرائن والألة انهم تكفيريون او انهم لا يرتبطون بالقاعدة لا فكريا ولا تنظيميا».