هآرتس

فوز بنيامين نتنياهو في انتخابات رئاسة الليكود يضع هذا الحزب على يمين الخارطة السياسية، قريباً جداً من الاتحاد القومي، إسرائيل بيتنا والمفدال ـ الجهات التي عارضت خطة رئيس الحكومة أرييل شارون لاخلاء غزة وشمال الضفة، والتي حظيت بتأييد أغلبية كبيرة وسط الجمهور الاسرائيلي. واذا كانت انتخابات الليكود شكلت فعلا، بحسب الدعاية الانتخابية للمرشحين، ليس اختبارا لقوة الشخصيات والمعسكرات فحسب، بل تنافساً على "الطريق" أيضاً، عندها يحق لنتنياهو ان يتنفس الصعداء. فقد انتصر نهجه، الاقتصادي وربما السياسي بشكل خاص، الذي يرفض التقدم نحو تسوية بين إسرائيل وبين الدولة الفلسطينية المستقلة، بثمن انسحاب كبير من الضفة الغربية.

الأغلبية في إسرائيل تؤيد مثل هذه التسوية، وثلاثة من بين كل خمسة في الليكود، إذا ما ضممنا ناخبي موشيه فايغلين إلى أنصار نتنياهو، يعارضون مثل هذه التسوية، ويبعدون حزبهم عن مركز الثقل الجماهيري.

فترة ولاية نتنياهو كرئيس للحكومة كانت غير مستقرة ولم تتميز بالتمسك المتشدد والثابت بنهجه الحالي. لكن نتنياهو الجديد مرغم على انزال الليكود الى الهامش اليميني. حتى لو عمل على كبح قوة فايغلين بغية الانفصال عنه، فان كل صوت يحصل عليه الليكود سيرفع العائق الداخلي على المسار الصعب للسلام.

بناء عليه، ليس واضحاً ما الذي يفعله سيلفان شالوم في حزب كهذا. فعندما يأمل افيغدور ليبرمان في ان يكون بنيامين نتنياهو نائباً له، يبدو غريباً سبب اصرار شالوم على ان يكون نائباً عند نائب ليبرمان. وفي السنوات الثلاث التي قضاها وزيرا للخارجية، لعب شالوم دوراً ايجابياً بشكل خاص في ادارة العلاقات السياسية بين اسرائيل وبين العالم الذي هو خارج البيت الابيض. والتحسن الذي طرأ على مكانة اسرائيل تحقق الى حد كبير بفضل استعدادها للانسحاب من غزة والتحدث مع القيادة الفلسطينية التي جاءت بعد موت ياسر عرفات. ومثل شارون الذي جاء الى الليكود بواسطة القسم المعتدل في مجموعة مؤسسيه، الحزب الليبرالي، ترعرع شالوم ايضا برعاية السياسة الليبرالي (اسحاق مودعي). وعلى الرغم من انه كانت لشالوم اجوبة متصلبة، كما كان الحال مع شارون وموداعي، الا انه في لحظة الحسم المتعلقة بتحديد مصير فك الارتباط، وقف شالوم بجانب شارون.

مسموح التكهن بان شالوم شعر بالالتزام بمساعدة مؤيديه في التنافس على مركز الليكود لنيل مكان على قائمة مرشحي الكنيست، وربما يأمل أيضاً في ان يستفيد من الهزيمة التي ستلحق بنتنياهو في انتخابات الكنيست. لكن ثمة واقع اشكالي مقابل مثل هذه الاعتبارات: مركز الليكود ليس أكثر اعتدالاً من المنتسبين الذين شاركوا في التصويت، ويتوقع من قائمة المرشحين للكنيست ان تفرح نتنياهو والمتمردين أكثر مما ستفرح شالوم.

من الأفضل لشالوم ان لا يقع في اغراء ضمان موقعه باعتباره الرجل الثاني في الليكود، بعد نتنياهو، فموقعه الطبيعي في "كاديما"، كما ان موقع كل من يؤيد السياسة العقلانية لم يعد في الليكود. ان اصل الايجابية الكامن في "الانفجار" السياسي الحالي يكمن في الانعكاس الحقيقي للمواقف الأساسية. ومحظور على المعتدلين الذين بقوا في الليكود المساعدة في تشويه الصورة الآخذة في الاتضاح.