يديعوت أحرنوت/عوفر شيلح

قبل عام تقريباً، وفي مؤتمر عسكري شارك فيه قادة الوحدات الخاصة في الجيش الاسرائيلي، قال أحدهم إن عدم وجود حل لمشكلة صواريخ القسام يدل على إخفاق فكري لدى المؤسسة العسكرية، وقال الضابط إنه لو تم أخذ الوحدات الخاصة الكثيرة في الجيش الاسرائيلي، وبناء مقر موحد لها، واستخدامها ميدانياً لفترة طويلة، لكننا عرفنا تقديم جواب عن هذه المشكلة.

هذه الكلمات لا تعبر عن الاحباط السائد لدى القادة الميدانيين فحسب، الذين اعتادوا الاعتقاد أنهم قادرون على حل كل شيء بقواهم الذاتية، بل على تقاليد وعبر الجيش المستقاة من الأيام المثيرة للإحباط إبان الحرب في لبنان.

في النصف الثاني من العقد الماضي، تحت قيادة المنطقة الشمالية اللواء عميرام ليفين، خاض الجيش الاسرائيلي عدداً غير قليل من العمليات الناجحة في مناطق اطلاق صواريخ الكاتيوشا. وقد تعلمت وحدات مثل إيغوز، شلدغ، والوحدات الخاصة في ألوية سلاح المشاة، كيف تأقلم نفسها للعمل الميداني لفترة طويلة، والانتظار بصبر من أجل المس بخلايا اطلاق الصواريخ من دون أن يعرف هؤلاء مكان تموضعهم. ولكن الكاتيوشا ظل حتى الآن سلاحاً رادعاً بشكل كاف ـ سواء تم اطلاقه أم لم يتم ذلك ـ للحفاظ على توازن رعب بين اسرائيل وحزب الله.

هذا هو جوهر السلاح المنحني المسار بشكل عام، وصواريخ القسام بشكل خاص: فتأثيره لا يكمن تحديداً في انفجاره الذي لا يلحق بشكل عام ضرراً كبيراً، وهو ضرر لا يوازي طبعاً الضرر الناجم عن العمليات الانتحارية. لكن المشكلة معه هي مشكلة نفسية معنوية بشكل رئيسي: في الشعور بالعجز عن التصدي له ووقفه، وفي أنه يخرق وهم السيطرة الذي هو مدماك رئيسي في سيكولوجية الأمن الاسرائيلي.
كما أن ردود فعلنا ومشاعرنا تزيد قوة القسام أكثر من القدرة الحقيقية التي تتمتع بها هذه القنبلة البدائية.

يمكن اتخاذ قرار بتجاهل القسام. ليس بمعنى عدم اتخاذ خطوات عملية ضده، بواسطة مجموعة من الوحدات الخاصة أو غيرها. بل بمعنى أن تقرر اسرائيل عدم السماح لهذه الصواريخ بأن تملي عليها الخطوات غير المعنية بها. لكن ليس اكيداً ان هذا ما سيحصل، بالطبع ليس في فترة الانتخابات: فرئيس الحكومة ووزير الدفاع اللذان يعيان حقيقة أن هجمات القسام تسمح لليمين بالادعاء ان كل ما يحصل سببه الانسحاب من غزة والمرونة تجاه الفلسطينيين.

من الممكن اتخاذ قرار بشن عمليات رد فعل، تهدف بشكل رئيس الى تهدئة غريزة الانتقام لدى الجمهور. ففي السنوات الخمس الأخيرة تدور دائرة الانتقام العمياء بين اسرائيل والفلسطينيين بهذه الصورة فعلاً. ولا مؤشر على أننا سنرى الان حلولاً أكثر جذرية، لا على المستوى العسكري ولا في قرارات المستوى السياسي.