سورية الغد
لسنا بحاجة للتواصل مع المجتمع !! فنحن قادرون على تقرير الاحتياجات ... فالنخب السياسية والثقافية قادرة أيضا على احتكار الرغبات كما هي قادرة على احتكار الحقيقية!!
حتى لو أردنا التعامل مع مساحة المجتمع فإننا بلا شك نعرف ماذا يريد .. وكيفية تأمين لقمة العيش وتحسين مستوى المعيشة ...
المواطن أمام النخب يتكون من ثلاثية واضحة المعالم:

  الأولى حقه المعيشي (وليس حقه في الحياة).

  الثانية حقه في إبداء رأيه مؤيدا لأفكار النخب ومعارضا لأفكار أخرى.

  الثالثة حقه في الاستماع ومشاهدة كل الفضائيات التي تقول ما يقتنع به النخب.

ثلاثية المواطن التي نتعامل معها لا تحتاج إلى نقاش. فنحن نعرف أنه لا يريد الحداثة لأنه لا يفهمها .. وننكر انتماءه إلى نظام ثقافي نرفضه ونريد إحداث التحول الاجتماعي عبر "دليل الاستخدام" الموزع مع النظريات.

وأحيانا نتساءل لماذا الصورة الثقافية للمواطن باهتة بهذا الشكل؟ فنظامه المعرفي "بسيط" وعليه التعرض لرسائلنا والاستجابة إليها!!!

النظام المعرفي للمواطن وللمجتمع يمكن اختصاره بالثلاثية السابقة!! لأننا كنخب نعرف مصلحة الحداثة وأين تسير ...
هل الصورة قاتمة إلى هذا الحد ... من زاوية غير نخبوية "المواطن" نظام اجتماعي معقد .. والثقافة التراثية تكوين قائم لا يفكك بوصفة طبيب ... لكن كنخبوي فإنني أعرف "حقيقة" المواطن وقادر على الاختيار بدلا عنه ..... ومع ذلك أنا ديمقراطي !!!!!!!