الشرق الأوسط/ سمير عطا الله

يرى جيمي كارتر الحل الإنساني الأكبر في العودة إلى الإيمان الحقيقي بالله، والخروج من المد الأصولي الذي يضرب جميع العقائد. ويعتقد أن ثمة إيماناً ما، بالعزة الإلهية، في قلب كل إنسان. ويروي أنه عندما كان رئيساً ذهب الى زيارة بولونيا الشيوعية ورئيسها آنذاك ادوارد غيريك. وبعدما انهى المحادثات الرسمية، طلب غيريك من وفدي البلدين الخروج لكي يختلي بالرئيس الأميركي. وعندما أصبحا منفردين، اعترف الزعيم الشيوعي بأنه حائر بين الالحاد والإيمان، وأنه في داخله مؤمن فيما يتطلب منصبه أن يكون ملحدا. وأخبر كارتر أن أمه شديدة الإيمان وتمارس شعائرها سراً.

وجرت المحادثات نفسها تقريباً مع دكتاتور كوريا الجنوبية بارك، ومع الزعيم الصيني الراحل دنغ كسي وبنغ. ويرى كارتر أن الأصوليين في جميع المعتقدات يكرهون الأشياء نفسها ويتصرفون بالطريقة نفسها. وهم أولاً، وخصوصاً في الأصولية المسيحية، يرفضون المرأة ويصرون على معاملتها كمخلوق مستعبد، كما يرفضون أي رأي أو شخص أو موقف متعارض معهم، ويسعون إلى إقامة عالم خال إلا من اتباعهم.

ويعطي كارتر مثالاً على «المحافظين الجدد» سفير أميركا في الأمم المتحدة جون بولتون «الذي شكل اختياره لهذا المنصب، صدمة لجميع الذين يحترمون المنظمة الدولية»، والقانون الدولي الذي طالما اعتبره عائقاً في وجه السيادة الأميركية. وهو أيضاً صاحب القول «يكون للأمم المتحدة قيمة فقط، عندما تكون في خدمة الولايات المتحدة مباشرة». وبرغم كل الاعتراضات على تعيينه، نجح المحافظون الجدد في منحه المنصب «لأن آراءه تتفق مع آراء الرئيس».

ويقول كارتر إن جين كيركباتريك، سفيرة رونالد ريغان الى الأمم المتحدة، كانت أول «المحافظين الجدد» في المنصب. وقد انتقدته ـ كارتر ـ آنذاك، واتهمته بأنه يحاول «فرض الليبرالية والديمقراطية على الدول الأخرى»، فيما امتدحت الانظمة الديكتاتورية مثل فرديناند ماركوس في الفيلبين واغوستو بينوشيه في التشيلي. وكانت أول مهمة ديبلوماسية قامت بها كيركباتريك، هي ابلاغ ديكتاتور الارجنتين وديكتاتور التشيلي، بأن سياسة حقوق الانسان التي أعلنها كارتر لم يعد معمولاً بها. ويتهم كارتر نائب الرئيس الحالي ديك تشيني، بأنه اختار العراق، اما قبيل او بعيد 11 سبتمبر 2001 كأول «هدف رئيسي، على ما يبدو من اجل ازالة تهديد امام اسرائيل، ومن أجل استخدام العراق كقاعدة أميركية عسكرية واقتصادية وسياسية دائمة في الشرق الاوسط. إن هذا الاعتماد على القوة العسكرية لتوسيع نفوذ اميركا، بالإضافة الى الانحرافات الأخرى عن قيمنا التقليدية، قد خفض كثيرا من اثر مساهماتنا السياسية والثقافية والدينية إلى العالم».