الرأي العام

نقلت الاذاعة العسكرية الاسرائيلية امس، عن الجنرال مائير داغان قائد جهاز الاستخبارات الاسرائيلية (الموساد) ان ايران ستكون قادرة على صنع قنبلة نووية «في غضون سنة او سنتين على اقصى تقدير».

وقال الجنرال للاذاعة: «ستملك ايران في غضون سنة او سنتين على اقصى تقدير المادة الانشطارية التي يمكن بها صنع قنبلة نووية, واعتبارا من هذه المرحلة لا يكون صنع القنبلة سوى مجرد عملية تقنية».

وشدد على انه «خلال الاشهر المقبلة واذا لم يمنعها احد، ستحقق ايران الاستقلال في المجال التنكولوجي النووي».

وادلى الجنرال داغان بهذه التصريحات خلال الكلمة التي يلقيها سنويا امام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست.

وكثف المسؤولون السياسيون والعسكريون في الدولة العبرية أخيرا التحذيرات من نوايا ايران التي اتهموها بالسعي الى امتلاك السلاح النووي تحت غطاء برنامج نووي مدني.

إلى ذلك، ذكرت صحيفة «معاريف» امس انه وفق المعلومات الاستخبارية السرية التي وصلت أخيرا الى اصحاب القرار في اسرائيل، فان ايران بدأت بالاعمال اللازمة لتخصيب الاورانيوم وهي تقوم بتمويه هذه الاعمال في شكل متطور.

وأوضحت «معاريف» أن «الايرانيين وصلوا الى بداية عملية تخصيب الاورانيوم نفسه بل بدأوا فيها ولكن توقفوا, وبالتوازي، فانهم يتخذون الان سلسلة اجراءات تعد مرتبطة بتخصيب الاورانيوم كي يتاح لهم تنفيذ تخصيب الاورانيوم في فترة زمنية دنيا حين يقررون العمل».

وتابعت انه «بهذه الطريقة تعتزم ايران، حسب المعلومة الجديدة، تقليص امكانية عمل سريع من العالم اذا ما وعندما تعلن عن تخصيب الاورانيوم».

واشارت الى ان «الحديث يدور عن تراكم عدد كبير جدا من أجهزة الطرد المركزي الامر الذي يرفع احتمالية نجاح تخصيب الاورانيوم ويقلص جدا الفترة الزمنية اللازمة لذلك, كما يدور الحديث ايضا عن زيادة كبيرة لكمية المادة الخام (غاز الـ UF4) الامر الذي يتيح استكمال تخصيب الاورانيوم بدفعة واحدة».

وتقول مصادر استخبارية غربية واسرائيلية انه «في مثل هذا الوضع، سيكون في وسع ايران الاعلان قريبا عن تخصيب الاورانيوم وعن استكمال الخطوة بنجاح حتى قبل ان ينعقد مجلس امناء اللجنة الدولية للطاقة الذرية في فيينا, وان كل محاولة لفرض عقوبات عليها او حتى عملية عسكرية ستستغرق زمنا طويلا، فيما أن الايرانيين سيعرضون النجاح في غضون ايام وينتقلون الى نقطة اللاعودة».

وأوضحت الصحيفة انه «في اسرائيل تجرى مداولات في هذه المسألة والمعلومات لا تنقص وان شعبة الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية (امان) تتقاتلان في هذا المجال على الحظوة, وقال رئيس (أمان)، اللواء أهرون زئيفي فركش الاسبوع الماضي للجنة الخارجية والامن في الكنيست ان ايران توسع برنامجها النووي».

وفي حديث وداعي أجراه مع رئيس الوزراء الاسرائيلي قبل انهاء مهامه، شدد رئيس «أمان» على ان «الخيار السياسي آخذ في الانتهاء قريبا لن يكون ممكنا وقف المشروع النووي الايراني بوسائل سياسية».

وفي اسرائيل تشكل أخيرا محفل يجمع كل المعلومات في موضوع النووي الايراني، والتي تصل من كل الاتجاهات, والمشكلة القائمة هي حقيقة أنه يحتمل أن يتمكن الايرانيون من الوصول الى نقطة اللاعودة قبل الانتخابات في اسرائيل, في مثل هذه الحالة، ستجد حكومة اسرائيل صعوبة في معالجة هذه المسألة دون أن تعد اعمالها مثابة حيل انتخابية.

وقالت مصادر اسرائيلية ان «الجدال في اسرائيل ثاقب ويقع في كل المجالات المحتملة: هل يوجد لاسرائيل خيار عسكري؟ اذا كان يوجد فهل يجدر استخدامه؟ وهل حان الوقت للتكيف مع احتمال ايران نووية؟».

وفي جهاز الأمن الاسرائيلي، يوجد في هذه اللحظة غالبية مطلقة لمن يعتقد أن «اي حكومة في القدس لا يمكنها أن توافق على قنبلة نووية ايرانية».

وذكر تقرير «معاريف» انه «وحسب هذا المفهوم ستضطر حكومة اسرائيل الى استخدام الخيار العسكري (الاشكالي جدا، في ضوء تغيير الشروط والملابسات بالنسبة للهجوم على المفاعل العراقي) حتى قبل الانتخابات, ومثل هذه الامكانية تبدو بعيدة جدا, فهجوم كهذا سيؤدي، من شبه المؤكد، الى رد عسكري ايراني بواسطة صواريخ شهاب والنار من كل الترسانة العسكرية لحزب الله على الحدود الشمالية ووسطها، الامر الذي سينزل قسما كبيرا من السكان في اسرائيل الى الملاجىء لفترة زمنية طويلة بل وربما يفرض على الجيش الاسرائيلي اعادة اجتياح لبنان, وفي هذا الفيلم سبق لشارون ان كان ولم يستمتع تماما, وبالتالي فان احتمال خطوة عسكرية اسرائيلية ضد ايران قبل الانتخابات يبدو في هذه اللحظة طفيفا جدا, ومن جهة اخرى، فان الايرانيين يستغلون نافذة الفرص هذه ويسارعون جدا في عملية التقدم نحو تخصيب الاورانيوم, وكل هذه المشاكل المعقدة سيضطر شارون الى معالجتها في الاسابيع القريبة المقبلة».