فيصل سلمان/السفير

إنهم في إسرائيل يتابعون الأخبار حول خلافاتنا ويضحكون، ولعلهم يعرفون أن ما يؤخر إعلان <<اتفاق العودة>> هو نص إنشائي يتعلق ب <<الأطماع الإسرائيلية>>!

نحن في لبنان نختلف وندمّر اقتصادنا ونهرّب الاستثمارات ونعرض الاستقرار للمخاطر وندفع بالحكومة إلى الهاوية ونزيد في الاحتقان الطائفي... والهدف هو <<الأطماع الإسرائيلية>>.

يطرح <<حزب الله>> وحركة <<أمل>> تصوراً للحل يعود <<الوزراء الشيعة>> على أساسه إلى الحكومة بعد أن يصدر عن مجلس الوزراء بيان.

يتحدث ذلك التصور عن المقاومة وعن سلاح المقاومة وعن ضرورة استعادة ما تبقى من أرض لبنانية محتلة وعن الأسرى في سجون العدو.

ويفترض أن هذا التصور سيأتي في سياق تأكيد مجلس الوزراء على أن السلاح المقاوم ليس خارجاً عن طاعة الدولة وأن المقاومة ليست <<ميليشيا>> وبالتالي لا علاقة لها بالقرار 1559.

هذه النقاط جرت الموافقة عليها من الأطراف الأخرى داخل الحكومة، ولكن الخلاف محصور في الربط بين سلاح المقاومة وبقائه لمواجهة <<الأطماع الإسرائيلية>>.

بمعنى أن <<حزب الله>> و<<أمل>> يريدان الإقرار من الحكومة بشرعية السلاح المقاوم واستمراره حتى بعدما تحرر الأرض اللبنانية كلها ويتم الإفراج عن الأسرى.

تلك مسألة لا يمكن لأي حكومة التعهد بها، وهي تعني ليس فقط ربط مصير لبنان بمصير أزمة الشرق الأوسط، بل تعني ايضاً سحب القرار بالحرب والسلم من يد مجلس الوزراء ووضعه في يد المقاومة وحدها.

وكيف يمكن مواجهة الأطماع؟ ربما يمكن مواجهة الإحتلال وحتى يمكن مواجهة التهديدات، ولكن من الصعب مواجهة <<الأطماع>> وخصوصاً أن الإجماع الوطني غير محقق.
وجهة نظر للحكومة في مقابل وجهة نظر المقاومة... القصة ليست قصة رمّانة!!