الاتحاد/ إعداد: سعيد كامل

صعود جديد لـ الإسلام السياسي ••• وعار التعذيب يطال البريطانيين في العراق

انتهاكات الجيش البريطاني في العراق، ومدى أهلية روسيا لعضوية كاملة في مجموعة الثماني الصناعية، وما يتعين عمله بعد مرور عام على كارثة تسونامي، والصعود الجديد لظاهرة ’’الإسلام السياسي’’ في العالم العربي••• موضوعات حظيت بتغطية إعلامية واسعة في الصحف البريطانية هذا الأسبوع•

ü فضيحة المؤسسة العسكرية البريطانية : ضمن مقاله المنشور في ’’الجارديان’’ يوم الجمعة الماضي، أشار ’’فيل شاينر’’ إلى أن نظام التحقيق في حوادث التعذيب وأعمال القتل غير القانونية التي ارتكبتها القوات البريطانية في العراق المحتل والمتعلقة بست حالات قام فيها الجنود البريطانيون بتعذيب مساجين عراقيين حتى الموت، قد تعرض لنقد لاذع من قبل محكمة الاستئناف البريطانية، وأن المحكمة قد أعربت عن أملها بأن تقوم السلطات المختصة بمعالجة نواحي القصور الجوهرية في هذا النظام• الكاتب انتقد موقف الحكومة البريطانية حيال هذا الأمر، وقال إنه يفتقر إلى الأخلاق وإن الحكومة على الرغم من أنها قد جوبهت بأدلة واضحة تمام الوضوح على وقوع تلك الحوادث، فإن رد فعلها كان بائساً، وأصرت على أن قوانين حقوق الإنسان تنطبق فقط على حالات التعذيب التي تتم داخل بريطانيا•

ووصف الكاتب هذا الموقف بأنه أقل أخلاقية من موقف الحكومة الأميركية التي اعترفت على الأقل بأن تلك القواعد تطبق داخل الولايات المتحدة وخارجها، وأن كل ما فعلته الحكومة البريطانية أنها حاولت التغطية على جيشها الذي تمت تعريته بحكم محكمة الاستئناف الأخير• ودعا الكاتب الحكومة إلى التوقف عن مناوراتها في هذا الصدد مؤكداً أن كل يوم يمر دون أن تقوم الحكومة بتعديل قانون التحقيق في حوادث التعذيب والقتل للمساجين يلحق مزيداً من العار بكل جندي وكل مسؤول حكومي بل وكل بريطاني•

ü هل روسيا مؤهلة لرئاسة مؤتمر الثماني : هكذا عنون ’’جيرمي بيغ’’ تقريره في’’التايمز’’ يوم أمس الأربعاء، مشيراً إلى أنه عندما تم تعيين أندري إيلاريونوف مستشارا اقتصاديا للكريملين عام 2000 فإنه والعالم الغربي معه كانوا مقتنعين بأن روسيا قد أصبحت جاهزة أخيرا للمضي قدما نحو مستقبل مزدهر، وأن إيلاريونوف قد ظل لمدة 5 سنوات كاملة يقدم النصح لبوتين ويتفاوض مع مجموعة الدول الثماني الصناعية العظمى التي انضمت إليها روسيا في عام •1997 ولكن ما حدث أنه وقبل خمسة أيام على تولى روسيا لقيادة المجموعة حسب الدور، قام إيلاريونوف بالاستقالة من الكريملين بعد أن أعلن أن بلاده لم تعد حرة سياسياً واقتصادياً• استقالة المستشار الاقتصادي لبوتين ستغذي الشكوك السائدة في الغرب بأن روسيا غير مؤهلة لقيادة مجموعة الدول الصناعية الكبرى، وأن بوتين يريد أن يستغل فترة رئاسته للمجموعة من أجل تعزيز وضع روسيا كقوة عظمى وأن الخطوات الأخيرة التي قام الكريملين باتخاذها بالحد من الديمقراطية جعلت باقي قادة المجموعة تحت ضغط يدعوهم إلى حرمان روسيا من العضوية الكاملة ومقاطعة مؤتمر قمة الدول الثماني الذي سيعقد في موسكو، أو حتى طرد روسيا خارج المجموعة•

ü في الذكرى الأولى لتسونامي : اختارت ’’الديلي تلغراف’’ هذه العبارة عنواناً لافتتاحيتها يوم الأحد الماضي الذي وافق الذكرى السنوية الأولى لكارثة تسونامي المروعة، التي أودت بحياة 300 ألف شخص• وحسب الصحيفة، فإن مستوى التبرعات سواء من الدول والأفراد كان رائعاً إلى درجة ما ولكن الأموال ليست هي كل المشكلة وأن المشكلة تكمن في مواجهة الاحتياجات المادية للسكان المتضررين وهي الاحتياجات التي يقف عقبة أمام توفيرها القصور الإداري والفساد والضعف العام للحكومات في البلاد الأكثر تضرراً• وقالت الصحيفة إن هناك بعض الإجراءات التي تم اتخاذها لزيادة كفاءة جهود تأهيل السكان وإعادة الإعمار وأن إندونيسيا قد قامت في الآونة الأخيرة بتعيين مسؤول برتبة وزير للإشراف على هذا الأمر• أما سيريلانكا فعلى الرغم من أنها تبدي عدم ثقة تجاه منظمات الإغاثة الأجنبية، فإن حكومتها لا تمتلك الكوادر ولا الإمكانيات الإدارية التي تتيح لها إنجاز عمليات إعادة الإعمار، كما أن عودة عمليات العنف التي يرتكبها أعضاء منظمة نمور التاميل قد يعوق تلك العمليات• لمواجهة هذه المشكلات دعت الصحيفة إلى اتباع استراتيجية تعتمد في المقام الأول على تولي الحكومات المحلية مسؤولية إعادة التعمير بعد مساعدتها على التغلب على نواحي قصورها، وقيام المنظمات الدولية العاملة في هذا المجال بتنسيق جهودها، وإنشاء نظام للإنذار المبكر والعمل على تنشيط السياحة في بعض الدول المتضررة مثل سيريلانكا وتايلاند•

ü الصعود الجديد للإسلام السياسي : اختارت ’’الفاينانشيال تايمز’’ هذا العنوان لافتتاحيتها المنشورة في عددها الصادر أمس الأربعاء، والتي تتناول فيها صعود الإسلام السياسي في الشرق الأوسط مجدداً، وقالت إنه عندما أعلنت أميركا منذ فترة عن التزامها بقضية نشر الديمقراطية فإن الليبراليين العرب كانوا هم أول من هلل لذلك• وإن الأنظمة في المنطقة عندما أدركت أن الأميركيين جادون فيما يقولون قامت بإجراء إصلاحات ديمقراطية محدودة وعلى مضض، وسمحت لتيار الإسلام السياسي بالظهور وقامت بقمع باقي طوائف المعارضة كي تنقل لواشنطن رسالة مؤداها أن فتح الباب للديمقراطية سوف يأتي بالإسلاميين إلى سدة الحكم، والغريب كما تقول الافتتاحية أن بعض الليبراليين قد انضموا للحكومات في المنطقة، وطالبوا الولايات المتحدة بتخفيف حماسها للحركات الإسلامية•

وتعارض الصحيفة ذلك، من منطلق أن أميركا لو خففت من حماسها للحركات الإسلامية تكون قد ارتكبت خطأ فادحاً، لأن الإسلام جزء من مستقبل المنطقة، ولأن مشاركة الإسلاميين في الحكم هي أفضل ضمانة لتليين آرائهم المتطرفة غالباً، وذلك بعد أن يتم فتح أفاق التعبير أمامهم من خلال العملية الديمقراطية• وأن التحدي الذي يمثلونه يجب أن يجابه من خلال إصلاح سياسي أعمق -وإن بشكل تدريجي- يتم عن طريقه رفع جميع القيود على الأحزاب السياسية والعلمانية والإسلامية مع تشجيع فئات الشعب على المشاركة في الانتخابات بنسب أكبر من تلك التي شاركت بها في الانتخابات الأخيرة وخصوصا في مصر•