النهار ، شعبان عبود:

رجحت مصادر سورية مطلعة ان تعلن دمشق "موقفا رسميا ونهائيا" من طلب لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الرئيس رفيق الحريري الاستماع الى الرئيس بشار الاسد ووزير الخارجية فاروق الشرع "بعد الاطلاع على نتائج القمة السعودية – المصرية" التي جمعت الملك عبدالله بن عبد العزيز والرئيس المصري حسني مبارك في جدة. ونفى العميد رستم غزالي رئيس فرع ريف دمشق التابع لشعبة المخابرات العسكرية والمسؤول السابق عن جهاز الامن والاستطلاع السوري في لبنان، ما اشيع في بيروت ودمشق عن انتحاره واغتياله، فيما ندد رئيس الوزراء محمد ناجي عطري بتصريحات نائب رئيس الجمهورية السابق عبد الحليم خدام على قناة "العربية" الفضائية السعودية. وحضت لندن والامين العام للامم المتحدة كوفي انان دمشق على التعاون مع لجنة التحقيق.

وقالت المصادر السورية المطلعة ان "دمشق درست طلب اللجنة الدولية سياسيا وقانونيا، وهي في صدد الاطلاع من اشقائها على ما أسفرت عنه محادثات الملك عبدالله والرئيس المصري التي تناولت العلاقات السورية – اللبنانية والتطورات الاخيرة على هذا الصعيد".

وكان مصدر سوري رسمي اكد في وقت سابق امس ان سوريا تلقت طلب لجنة التحقيق الدولية الاستماع الى شخصيات سياسية. وقال ان "الطلب وصل من اللجنة الاحد" من غير ان يدلي بمزيد من التفاصيل.

غزالي

وفي معرض رده على انتقادات خدام له واتهامه اياه بالفساد، قال غزالي في تصريحات لقناة "الجزيرة" الفضائية القطرية: "اربأ بنفسي ان ارد على السيد خدام، فأنا جندي في الجيش العربي السوري. هو لم يستهدفني ولم يستهدف النظام كما قال، هو استهدف سوريا الوطن واستهدف كرامة سوريا وكرامة كل مواطن سوري وكرامة كل جندي وشريف سوري، وانا واحد من الشعب والجيش العربي السوري واربأ بنفسي ان ارد عليه". واضاف: "هو لم يمس الرئاسة ويمسني، هو مس سوريا الوطن، هو مس وحدة سوريا، مس كرامة سوريا وشرف سوريا".

وسئل عن تهديداته للرئيس الحريري، فرفض الاجابة "حفاظاً على سرية التحقيق وحتى لا نساهم في التعكير على كشف الحقيقة، وهذا الامر احتفظ به لنفسي وللتحقيق".

وعن اجواء التحقيق معه في فيينا قال: "رئيسنا بشار الاسد قال نحن ملتزمون قرارات الامم المتحدة، ونحن امتثلنا لهذه القرارات ولنا الفخر "اننا نمتثل لهذه القرارات الدولية، والتزامي كان من التزام رفاقي الآخرين في كل ما طلبته منا اللجنة".

وعن ملايين الدولارات التي اتهم بسرقتها من "بنك المدينة" قال: "سبق لي ان اعلنت لاحدى الصحف العربية انني انا واصولي وفروعي مستعدون لكشف حساباتنا وكشفوا هم حساباتنا فإن وجدوا قرشاً سورياً في اي بنك بالعالم فليكشفوها وليشهروا، وهذا الكلام كله عار من الصحة ويأتي ضمن الحملة الظالمة التي تتعرض لها سوريا ويتعرض لها رموز او جنود او وطنيون في هذا البلد... هذه حملة موجهة وظالمة وعارية من الصحة وكل ما يقال عن ذلك عار من الصحة وانا اخضع للتحقيق مع اللجنة الدولية وانا وضعت كل ما لدي في خصوص الوضع المالي، والايام المقبلة ستظهر ذلك، ونحن مستعدون مستقبلاً لاظهار ما لدينا من وثائق ومستندات تتعلق بهذا الامر".

وهل يستقيل من منصبه "تهدئة للاوضاع" بعد تصريحات خدام؟ اجاب:"اذا طلبت مني القيادة الاستشهاد، فأنا حاضر، فكيف بالاستقالة. الاستقالة اذا طلبت مني فأنا حاضر واذا طلب مني الاستشهاد فأنا حاضر ايضاً... نحن جنود في هذا الجيش وانا ضابط في الجيش العربي السوري وما تقرره القيادة أنا ملتزم له بمحض ارادتي وأنا بالنسبة الي لن أستقيل وسأتحمل كامل مسؤولياتي".

ولاحظ ان ما تناقلته بعض التقارير الاعلامية عن مقابر جماعية قريبة من بعض مواقع المخابرات السورية في لبنان "عائد الى القصف الاسرائيلي للبنان عام 1982". وأكد بقاء سوريا "على مواقفها بالتنسيق والتعاون مع لجنة التحقيق بما يحفظ السيادة الوطنية"، مشدداً على ان الأسد "رمز السيادة الوطنية".

عطري

وقال عطري لدى رئاسته جلسة مجلس الوزراء ان "عبد الحليم خدام خان الوطن وقيم الانتماء الوطنية وارتضى ان يكون خادماً للقوى الاجنبية التي تحاول النيل من مواقف سوريا وثوابتها الوطنية والقومية". ولفت الى ان "خدام كان مناوئاً لمسيرة الاصلاح والديموقراطية وانه في حديثه مع قناة العربية لجأ الى تزوير الحقائق وتشويه الوقائع في عرض بعض القضايا والموضوعات الداخلية والخارجية".

وأفادت الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا" ان الوزراء تحدثوا "عن مواقف خدام الانتهازية ومظاهر سلوكياته الفوقية" وقالوا ان "سجله الشخصي كان حافلاً بالفساد واستغلال الموقع والنفوذ الرسمي لتحقيق مآربه ومصالحه الذاتية".

وكان مجلس الشعب السوري طلب من وزارة العدل "اتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة لمحاكمة المدعو عبد الحليم خدام أمام المحاكم المختصة، وذلك لما نسب اليه من فعل جرمي يتصل بالخيانة العظمى والمساس بأمن الدولة وسلامتها بالسرعة القصوى".

لندن

في لندن، صرح ناطق باسم وزارة الخارجية البريطانية بان حكومته تأمل في ان تتعاون سوريا تعاوناً كاملاً مع طلب لجنة التحقيق الدولية الاستماع الى الأسد والشرع.

وقال: "لقد دعونا السلطات السورية من قبل الى التعاون مع التحقيق تعاونا كاملا، ونأمل في ان تفعل ذلك، لأننا نرى ان من المهم جدا السماح باكتمال التحقيق كي ترى المنطقة ان العدالة قد تحققت".

ونفى ان تكون بريطانيا "ناقشت فرض عقوبات جديدة على سوريا اذا امتنعت عن التعاون مع لجنة التحقيق الدولية".

ولم يشأ التعليق على تصريحات خدام، مكتفيا بأن "المسألة متروكة للجنة التحقيق الدولية والحكومة السورية لمتابعتها".

أنان

في نيويورك، حض الناطق باسم أنان، ستيفان دوجاريك سوريا وكل الاطراف المعنيين باغتيال الحريري، على التعاون مع فريق التحقيق الدولي.

ونقل عنه راديو "سوا" الاميركي ان لا علم له بأية اتصالات قد يكون أنان اجراها مع المسؤولين السوريين في شأن طلب الاستماع الى الاسد والشرع.

وأجاب عن سؤال بأنه لم يعين بعد خلف لرئيس لجنة التحقيق الدولية القاضي الالماني ديتليف ميليس، وقال: "لا يزال ميليس يرأس لجنة التحقيق الى ان يعين خلف له"، متوقعا اعلان اسم خلف منتصف الاسبوع المقبل.

الاردن

في عمان أكد رئيس الوزراء الاردني معروف البخيت ان الاردن حريص على سوريا وعلى ان "لا يصيبها أي مس" وكذلك حريص على توصل المجتمع ا لدولي الى الحقائق ومعرفة من اغتال الزعماء اللبنانيين من باب التزامه الشريعة الدولية وقراراتها.

وجدد خلال لقاء عقده مع أسرة الجامعة الاردنية، موقف الاردن من القضايا الداخلية السورية بأنه "لا دخل لنا"، في اشارة الى تصريحات خدام واستدعاء مسؤولين سوريين للمثول امام لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري. واضاف: "نحن الاردنيون دائما حريصون وثابتون على مواقفنا... نؤيد الشرعية الدولية وقراراتها ويجب ألا يكون تأييدنا انتقائيا".