نجيب نصير

من المؤسف ان يموت شارون .. فالاسف هو الشعور الحقيقي الذي ينتاب المرء لموت هذا الكائن دون محاكمة او قصاص او حتى تنويه … من المؤسف وللغاية ان يتم تأبينه من على منبر المدينة التي استباحها وذبحها على لسان خلف بلفور ، وامام وزير دفاع هذه المدينة التي علمت معنى المقاومة ، بموته ( شارون ) الهادىء والثمين في مشفى هداسا ( دون الذهاب للعلاج في الخارج ) يضع على رقابنا آخر شالات العار ، هو الذي حملت رقبته دماء المجازر واهوال الدمار دون حسيب او رقيب اللهم بضع جعجعات وادانات كان اقوى منها جميعا تقرير لجنة كاهان التي ادانت شارون في صبرا وشاتيلا على اداؤم غير الرحيم ، وكافأته على اخلاصه المتطرف لبنية العقل الصهيوني .

في الويمبي بيروت كان حسابه الاول مع خالد علوان الشهيد اللاحق الذي تم تقطيعه بالسواطير ، ثم تتالت المحاسبات من وجدي الصايغ وحتى أخر شهيد من حزب الله . ولكن الحقيقة وحدها لا تكفي لمحاسبة هذا السفاح ، فحتى في بروكسل حيث اقيمت دعوى دوليه عليه لم تجدي نفعا الا في زيادة حسراتنا .. الم يحن الوقت لنسأل لماذا ؟ ما دمنا لا نجيد سؤال ما العمل ؟ واذا اجدناه هل لدينا القدرات والقدوات كي نفعله ؟؟؟

غصة كبيرة ومتراكبة ومتشعبة تتركها مغادرة هذا السفاح لمسارح جرائمه ، غصة كبيرة ونحن نرنوا الى صوره في مزرعته وهويداعب الخراف او يجمع البرتقال في مزرعته ككائن وديع حضاري ، بينما صورنا تغطي على جرائمه وتمنحه حسن السيرة والسلوك .

شارون سفاح ومجرم بحق الانسانية ، وكائن انتقامي انتقم من اناس لم يكونوا يوما على علاقة بالهولوكست ، ومن نافل القول اعادة تحليل الاسباب فاليوم استطاع شارون ان يتناسل عن مئات الشارونات المنتظرين الفرصة كي يطوروا اداؤه الدموى والعنصري قبل ان ( ربما ) يتغير العدو ويصبح جديرا بالمنازلة .