التقى ميليس ونفى أية اتصالات بالشهابي أو برفعت

السفير

أعلن النائب السابق للرئيس السوري عبد الحليم خدام، الذي التقى رئيس لجنة التحقيق الدولية ديتليف ميليس في باريس، أنه يسعى لإقامة تحالف وطني في سوريا بهدف الإطاحة بالرئيس بشار الأسد ومحاسبة <<الأمنيين>>، نافيا التحالف مع رئيس الأركان السابق حكمت الشهابي، المقيم في أميركا.
في هذا الوقت، أعلنت المتحدثة باسم لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، نصرت حسن، أن سوريا ردت على طلب اللجنة الاستماع إلى الرئيس الأسد ووزير الخارجية فاروق الشرع.
وقالت حسن <<تلقينا ردا سوريا في نهاية عطلة نهاية الأسبوع>>. وأضافت، ردا على سؤال عما إذا كان الأسد والشرع وافقا على لقاء لجنة التحقيق، <<لا يمكنني قول المزيد>>.
وقالت مصادر دبلوماسية أمس الأول إن الأسد رفض طلب لجنة التحقيق لمقابلته. وأوضحت أن <<النقطة الرئيسية أن سوريا.. قالت إن الطلب ينتهك مبادىء السيادة>>.
وفي باريس، قال خدام انه التقى القاضي الألماني ديتليف ميليس في باريس. وأضاف <<وجه لي (ميليس) عددا من الأسئلة حول اغتيال السيد رفيق الحريري فأجبته بما لدي من معلومات، وبطبيعة الحال عمل لجنة التحقيق سري، وليس من حقي أن أبوح بما قلته>>. وتابع <<أدليت بوقائع محددة ويعود تقدير هذه الوقائع إلى اللجنة>>.
وقال خدام إن <<عملية الاغتيال تحتاج الى ترتيبات معقدة سواء من حيث المواد المستعملة او العناصر التي تتطلبها العملية>>. وأضاف <<لا يستطيع جهاز امني ان يتخذ مثل هذا القرار حتى لو اراد احد ان يتفرد به، وستصل المعلومة الى الرئيس لان كل واحد يراقب الاخر، وبالتالي اذا كان هناك تورط لجهاز امني سوري فهو بقرار رئيس الدولة>>.
وسأل خدام <<هل النظام السوري متورط؟ هذا ما ستثبته لجنة التحقيق>>، مشيرا إلى أن <<قراءة تقرير القاضي ميليس تظهر بوضوح أن للجنة أدلة محددة لكنها لم تقدم أسماء محددة، واعتقد كما قالوا في التقرير أن سبب ذلك ضمان سلامة التحقيق لان مجلس الأمن ليس مجلسا قضائيا بل مجلس سياسي وهو الذي شكل اللجنة>>.
وقال خدام، في مقابلة مع وكالة <<يونايتد برس انترناشيونال>>، <<لا أقيم حلفا مع حكمت الشهابي، لكني أعمل لإقامة تحالف وطني في سوريا، ولا أبحث عن شيء شخصي ولا طموحات شخصية لي. أعمل لإسقاط بشار الأسد ولمحاسبة الأمنيين الذين ورطوه للعمل سلبا مع المواطنين السوريين. ليس لي شيء أخفيه أو أخشى منه>>.
كما شدد خدام على أنه <<ليست لي علاقة مع نائب الرئيس السوري الأسبق رفعت الأسد (المقيم في فرنسا) لا من قريب ولا من بعيد.. أنا لا أبحث عن لقاء زيد أو عمر>>.
وقال خدام، ردا على سؤال عن طبيعة النظام الجديد الذي يراه لسوريا بعدما كان قد أعلن خروجه على نظام حزب البعث العربي الاشتراكي، <<في الخمسينات كانت سوريا بلدا ديموقراطيا. سوريا الديموقراطية أوقفت حلف بغداد. سوريا الديموقراطية كانت ترسل الكوادر إلى معظم الدول العربية>>. وأضاف أن <<سوريا المحبوسة حريتها تريد تعيين حاكم مصرف مركزي فلا تجد الكادر المؤهل، فتعين محاسبا كان يعمل في مطعم>>.
وأعرب خدام عن تأييده لما يعرف ب<<إعلان دمشق>> الصادر في 16 تشرين الأول الماضي عن 12 حزبا سياسيا إضافة إلى عدد من الشخصيات السورية المعارضة والداعي إلى <<تغيير ديموقراطي جذري في سوريا>>.
وبعدما أشاد بالرئيس الفرنسي جاك شيراك ووصف سياسته حيال سوريا ولبنان بأنها <<صائبة>>، حمل خدام مسؤولية تدهور العلاقات بين باريس ودمشق للأسد ومعاونيه. وأضاف أن <<فرنسا بلد صديق لسوريا ولبنان والعرب، ويجب التعامل معها على هذا الأساس>>. ورأى أن سبب تدهور العلاقات بين دمشق وباريس سببه <<القراءة الخاطئة والقرارات الخاطئة التي اتخذها بشار الأسد. الشعب السوري كان يريد أن ينسحب الجيش السوري من لبنان منذ العام 2000>> عندما انسحبت القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان.
ونفى خدام حدوث اتصال مع مسؤولين أميركيين، سواء بمبادرة منه أو منهم.
وعن احتمال تطبيع العلاقات المتوترة بين لبنان وسوريا، قال خدام <<ليس بالإمكان إقناع فريق من اللبنانيين بذلك قبل انتهاء التحقيق>> في اغتيال الحريري.
وحذر خدام من المس باتفاق الطائف معتبرا أن ذلك <<سيؤدي إلى العودة بلبنان إلى نقطة الصفر>>.
الجبهة التقدمية
بحث الامناء العامون لاحزاب الجبهة الوطنية التقدمية في سوريا، خلال اجتماعهم الدوري في دمشق امس، الاوضاع السياسية في المنطقة و<<الحملة الشرسة الموجهة ضد سوريا والتي تستهدف مواقفها الوطنية والقومية المعبرة عن مصالح الامة العربية>>.
ورأت الجبهة انه <<في هذه الظروف الدقيقة تحركت قوى العمالة في سوريا ولبنان وانضم اليها عبد الحيلم خدام الذي فقد صوابه بعد ان هُمِّش سياسيا وكُفَّت يده عن الملف اللبناني منذ العام 1998 بسبب الانحرافات التى ارتكبها فى لبنان وتضاءل دوره في الحياة السياسية السورية بسبب ممارساته التي عبرت عن شخصيته التي تتصف بالتسلط والغدر والفساد>>.
واضافت الجبهة ان خدام <<مضى الى التنسيق مع اعداء الوطن واطلاق التصريحات الحافلة بالتناقضات متناسيا انه هو نفسه الذي اتهم اسرائيل في تصريح رسمي له في لبنان، بأنها هي من اقدم على اغتيال الرئيس الحريري ثم راح يناقض نفسه بنفسه حيث اسفر عن وجهه القبيح وراح يغطي على اسرائيل وجريمتها ويلقي بظلال من الشك على سوريا وقيادتها، واضعا نفسه في خدمة المخطط الاميركي الصهيوني، الذى اصبح خدام جزءا منه دعما لنهج ميليس فى تقريره المسيس>>.
وادانت الجبهة <<الخيانة العظمى>> التى ارتكبها خدام، ووجدت فيها <<جزءا من مخطط شامل يستهدف ممارسة مزيد من الضغوط على سوريا>>.
الأخوان
وأعلن المراقب العام للإخوان المسلمين في سوريا، علي صدر الدين البيانوني، من منفاه في لندن أمس الأول، أن الجماعة مستعدة للعمل مع خدام لتغيير النظام في سوريا.
وقال البيانوني، لصحيفة <<فاينانشال تايمز>> البريطانية، <<بالنسبة لنا التخلص من النظام الدكتاتوري يمكن ان يتم بطرق متعددة>>. وأضاف <<خلال الفترة الانتقالية يمكن أن يتم ذلك من خلال أشخاص داخل النظام>>. الا انه قال ان اي فترة انتقالية يجب ان تتبعها انتخابات ديموقراطية.
وشدد البيانوني على انه، برغم انه غير مقتنع بتصريحات خدام المعلنة حول الديموقراطية، الا انه على استعداد لافتراض انه <<استفاق وقرر ان ينشق لان النظام يقود البلاد نحو كارثة>>. وأضاف انه، برغم أن على خدام أن يفسر السبب الذي دفعه الى الانشقاق على النظام السوري ودوره السابق، الا انه <<يستطيع ان يساهم في احداث التغيير في سوريا>>.
وأوضح <<اعتقد ان خدام سيشجع آخرين. ونامل ان يخرج آخرون على النظام سواء كانوا علويين او سنة. مستقبل هذا النظام كارثي>>.
وفي اتصال هاتفي مع قناة <<الجزيرة>> الفضائية القطرية، اشترط البيانوني على خدام الاعتذار عما وصفها جرائم ارتكبها النظام ضد الشعب السوري، قبل ضمه إلى المعارضة السورية والعمل معا لتغيير النظام.