السفير

شدد القيادي الشيوعي السوري رياض الترك، أمس، على أن مسؤولية نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام عن نظام الفساد في سوريا أكبر بكثير من مسؤولية الرئيس بشار الأسد الذي <<أطل باكرا على تركة نظام أكبر من حجمه>>، داعيا خدام إلى الاعتذار عن السياسة التي رسمها طوال 30 عاما، قبل القبول بانضمامه الى صفوف المعارضة.
ودعا الترك، في ندوة عقدها في برلين بحضور عدد من أبناء الجالية السورية، معظمهم من الشيوعيين القدامى والأحزاب الكردية وقوى من الإخوان المسلمين، قوى المعارضة إلى الإدراك أن الخارج لن ينجدها، لأن مصالحه مع الأنظمة أقوى من مصالحه معها، رافضا دعوة النائب وليد جنبلاط التي تطالب الدول الأجنبية باحتلال سوريا.
ووصف الترك النظام السوري بأنه يحتضر حاليا. واتهم نظام الرئيس الراحل حافظ الأسد بحرمان المجتمع في سوريا من الاهتمام بالشأن العام.
وأكد الترك أن <<مقاومة الحالة الراهنة تتطلب إعادة الحياة للأحزاب>>.
وقال الترك <<نحن نرفض اللجوء إلى الخارج، لكن مغامرات النظام في عهد بشار الأسد دفعت بالخارج إلى الاتكاء على جريمة مقتل (الرئيس رفيق) الحريري كي ينقض على النظام، ولدينا في التطورات العراقية مثال واضح>>.
وتابع الترك <<علينا الإدراك أن الأجنبي ليس بعيدا عن مصالح النظام، ولو عمل حكامنا لصالح وطنهم، وكانت لهم سياسة مرنة في الداخل، لما سمعنا اليوم دعوات للتدخل الأجنبي، وآخرها دعوة جنبلاط التي أرفضها رفضا قاطعا>>، موضحا << نحن غير مستعجلين، وعلى الاستبداد أن يسقط بأيدينا وقوانا الداخلية، لا عن طريق الدول الأجنبية>>، مشددا على أن <<دعوة الجيوش الأجنبية لاحتلال بلادنا أمر محرم، وحريتنا لا يمكن أن نحصل عليها إلا بقوانا، وعن طريق التضحيات>>.
واعتبر الترك أن <<الخارج أقام الدنيا وأقعدها ردا على جريمة قتل الحريري، ونحن بدورنا نستنكرها، لكن ما قيمة هذه الجريمة، وما تلاها من جرائم، أمام جريمة إبادة 30 ألف مواطن في مدينة حماه>>. وقال <<هذه الإبادة الجماعية لم تكلف الولايات المتحدة في حينه أكثر من سطرين ونصف احتجاج، فأين الحريات. إنها مسألة تناقض سياسات ومصالح قبل أن تكون مسألة حريات وحقوق إنسان>>، مطالبا <<قوى المعارضة السورية بالإدراك أن الخارج لن ينجدها، لأن مصالحه مع الأنظمة أقوى من مصالحه معها>>.
وردا على سؤال حول العمل الحزبي والسياسي في سوريا وموقف المعارضة السورية والموقعين على <<إعلان دمشق>> من صحوة خدام، أشار الترك إلى أن <<خدام هو من راسمي سياسة الفساد في عهد الرئيس حافظ الأسد، وممتلكاته التي جرى الكشف عنها خير دليل>>، مشددا على <<أنه يتوجب على خدام الاعتذار عن السياسة التي رسمها طوال 30 عاما، ولا مانع بعد ذلك من قبوله في صفوف المعارضة السورية التي تستقبل كل مواطن شريف يقف إلى جانبها، بما في ذلك أعضاء حزب البعث الشرفاء الذين كان لهم دورهم النضالي الملحوظ في التاريخ السوري، قبل أن يقضي نظام استخبارات حافظ الأسد على الحريات السياسية والعمل الحزبي في سوريا>>.
وأكد الترك <<ان مسؤولية عبد الحليم خدام عن نظام الفساد هي أكبر بكثير من مسؤولية بشار الأسد، الشاب الذي أطل باكرا على تركة نظام أكبر من حجمه>>.