النهار

التقارير التي نشرتها الصحف الاسرائيلية امس عكست تشاؤما كبيرا حيال امكان حدوث معجزة تنقذ ارييل شارون في معركته الضارية مع المرض، ولاسيما بعد الجراحة الجديدة التي اخضع لها لوقف تجدد النزف في الدماغ. وكل الدلائل تشير الى انه في حال لم يحدث طارئ جديد او تدهور سريع يفترض ايقاظ شارون الاحد من التخدير لمعرفة مدى الضرر في الدماغ. وفي مطلق الأحوال، انتهى شارون سياسيا وفق ما عكسته غالبية التعليقات التي حاولت ان تركز على ضرورة التضامن وحماية ارثه السياسي من الضياع.

ننقل ما كتبه رئيس تحرير "معاريف" امنون دنكر تحت عنوان: سنواصل مع "كاديما": "قلب الامة يرفض ان يصدق اننا سنضطر من الآن فصاعدا الى العيش من دون تدخل ارييل شارون في الحياة العامة، ولكن عقل الامة عليه ان يدرك ان القدر قد حكم علينا بان نستمر من دونه. وسنستمر حتى لو ترك فراغا قاتما في قلوبنا، وحتى لو رافقنا الشعور بالفقد واليتم لوقت طويل.

حتى الانتخابات سيضمن ايهود اولمرت شخصيا استمرار السلطة وانتقالها الهادئ والمنظم داخل الدولة الديموقراطية. من السهل الافتراض ان اولمرت لم يكن يتوقع تحمل المسؤوليات في هذه الظروف الصعبة. ولكن عليه ان يظهر ثقة بالنفس وتماسكا وقدرة على القيادة. ليس لان القدر منحه الفرصة كي يثبت نفسه في هذه الظروف المتغيرة المليئة بالمشاعر، والصعبة فحسب، بل ايضا لأنها فرصة كي يحقق التعهدات التي قطعها لنفسه ولمن حوله لسنين طويلة.

الحكمة تتطلب التفاف انصار "كاديما" حول اولمرت وتحمله لمسؤولياته وتجنب الخلافات الداخلية كي يستطيع هذا الحزب الشاب ان يثبت قدرته على البقاء من دون شارون رئيسا له. المشكلة هي في طبيعة الانسان وفي طبيعة الشخصية السياسية التي قد تجره احيانا كثيرة الى التصرف بما يتعارض مع مصالحه الشخصية ومع مصالح محيطه انطلاقا من الانانيات الشخصية ودفاعا عن المكانة الشخصية. ان الامر الاول المطلوب من اولمرت هو ان يفرض صلاحياته على الاشخاص البارزين في الحزب، لان هذه الصلاحيات سواء تلك التي كانت لشارون ام لاولمرت هي اللحمة الوحيدة التي ستعزز وحدته وتعطيه الحياة.

الوضع صعب لان شارون رغم وضعه الحرج لا يزال حيا. هناك امور من الصعب على القائم بالاعمال ان يقوم بها، اذا كان من يحل محله لا يزال حيا. اولمرت يحتاج الى الكثير من المرونة في التصرف واللياقة والحكمة والاحساس كي يمرر الايام المقبلة بسلام. واولمرت هو الوحيد بين زعماء "كاديما" الذي يمتلك التجربة السياسية الغنية وفي استطاعته ان يتوجه الى المجتمع الدولي. واذا لم نأخذ في الاعتبار شمعون بيريس الذي لا يستطيع ان يكون الرقم واحد... على اولمرت ان يحارب القوى الانشقاقية التي ترغب في جذب الشخصيات المختلفة من "كاديما" الى الاحزاب الاخرى. وعليه ان يجذب الجمهور وان يوحي اليه الثقة وان يؤسس لزعامته الشخصية خلال وقت قصير...".