يدعيوت أحرونوت

كلنا نأمل حتى الآن ان يتعافى رئيس الحكومة وأن يتمكن من قيادة حكومة اسرائيل وحركة "كاديما" الى الاختبارات التي تنتظرنا الى حين الانتخابات وبعدها، بيد انه من المناسب دوما التفكير بالأسوأ، وفي مثل هذا الوضع سيتعين على كبار المسؤولين في "كاديما" اتخاذ قرار صعب ومعقد ـ هل هم مستعدون للتنازل عن الطموحات والأنا والحفاظ على فرص تشكيل وسط سياسي حكيم ومتزن في دولة اسرائيل. أم ان الطموح الشخصي لديهم سيقود الى انهيار حلم اولئك الذين يعتقدون بضرورة ان يكون في دولة اسرائيل العام 2006، يمين سياسي واضح، يسار سياسي واضح، ووسط سياسي واضح.
لا شك في ان ارييل شارون كان زعيماً مفوضاً وذا قوة كبيرة، ولذلك وبشكل طبيعي كان عنصرا مقبولا من الجميع. إنه عنصر يتم قبول قراره الحاسم من دون نقاش، وحتى في حال حصول نقاش فان ذلك يتم بهدوء وفي الغرف المغلقة. اليوم، حيث لا يستطيع الزعيم المفوض اتخاذ القرار بشأن التباينات الايديولوجية او الشخصية، فان حركة "كاديما" تجد نفسها امام وضع جديد كلياً.
تدل التجربة التاريخية على ان الحركات الجديدة من دون ارث يعود الى سنوات عديدة ومن دون مؤسسات تنظيمية ودستورية، لا تستطيع ان تجد طريقا لاتخاذ قرارات حاسمة متفق عليها وتنجر الى نزاعات شخصية قادت الى انهيار تلك الاحزاب. يكفي الاشارة في هذا المجال الى "داش"، الطريق الثالث، حزب المركز اضافة الى ان مستقبل حركة "شينوي" لا يبشر بالخير على ضوء استطلاعات الرأي الأخيرة.
"كاديما" وشارون كان متداخلين معا ـ الحركة والزعيم. وستكون مهمة غير سهلة وغير بسيطة الاثبات لجمهور الناخبين انه حتى من دون تدخل شارون الناشط والكاريزماتي، تستطيع الحركة التي ما زالت في بداية طريقها مواصلة البقاء وحتى الوصول الى انجازات انتخابية.
الجهد الرئيسي سيوجه، بطبيعة الحال، الى محاولة الوصول لانجاز انتخابي جوهري في الانتخابات القادمة، ومن الطبيعي انه عندما يكون ثمة نجاح تتبلور قيادة قوية، وعندما يكون ثمة فشل يتقوض الهيكل وينهار.
مصير "كاديما" سيحسم على يد الجمهور. اذا اراد الجمهور هيكلا سياسياً جديداً وحقيقياً لديه اهمية كبيرة ازاء مستقبل دولة اسرائيل، فسيضطر الى فعل ذلك خلال الانتخابات القادمة. لكن اذا فشل هذه المرة ايضا مسعى تشكيل ثلاث أطر سياسية واضحة، أطر تكون خيارا طبيعياً تجاه كل الوان الطيف السياسي في اسرائيل، فلن يكون ممكنا في اي مرة على ما يبدو تشكيل حسم سياسي وسطي. حسم جدي يمكنه قيادة الدولة بالشراكة مع قسم من المجموعات السياسية الاخرى من دون التنازل عن النهج العقلاني للوسط السياسي الاسرائيلي.