السفير

اتفق الرئيس الاميركي جورج بوش والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل، خلال القمة الأولى بينهما في البيت الأبيض في واشنطن، أمس على ضرورة العمل معا بصورة دبلوماسية لحل الخلاف مع إيران حول برنامجها النووي، إلا أنهما اختلفا على قضية إغلاق معتقل غوانتانامو.

وكان بوش وميركل تصافحا باسمين أمام عدسات الكاميرات في المكتب البيضاوي من البيت الأبيض. واستمر الاجتماع بينهما نحو ساعة ونصف الساعة قبل أن يتناولا الغداء معا.

ورحب بوش بميركل بحرارة. وقال، في مؤتمر صحافي، <<انطباعي الأول، بعد 45 دقيقة لوحدنا في المكتب البيضاوي كان ايجابيا بطريقة لا توصف. إنها ذكية. لديها مؤهلات كثيرة. إنها تحب الحرية>>.

يذكر أن العلاقات الألمانية الاميركية شهدت تراجعا في السنوات الماضية، تفاقم مع انتقاد المستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر غزو أميركا للعراق، محاولا مع فرنسا وروسيا التصدي لواشنطن.

وقال بوش <<بحثنا المسألة الإيرانية، ورغبتنا في تسوية هذه القضية بالطرق الدبلوماسية من خلال العمل معا>>، مضيفا <<أمامنا عمل هائل علينا القيام به بشأن مسائل أساسية مثل إيران>>.

ورأى بوش انه <<من المنطقي إحالة بلد رفض الدبلوماسية والمعاهدات إلى مجلس الأمن الدولي>>، مشددا على أن <<إيران إذا توصلت إلى امتلاك السلاح النووي فسوف تشكل خطرا كبيرا على أمن العالم، ويجب على دول مثل دولنا أن تعمل معا، وتوجه رسالة مشتركة إلى الإيرانيين>>.

وتابع بوش <<أود تذكيركم بأن الرئيس الإيراني الحالي (محمود احمدي نجاد) أعلن أن تدمير إسرائيل نقطة مهمة في برنامجه، وهذا غير مقبول>>، رافضا إعلان موقف من احتمال أن يفرض مجلس الأمن عقوبات على إيران، معتبرا أن <<ما نقوم به الآن هو الشروع في وضع استراتيجية لما يحصل في مجلس الأمن، وهذا ما يفعله الأصدقاء. نتشاور، نتباحث، ونضع استراتيجية لكيفية تحقيق هدف مهم، وهو منع إيران من امتلاك سلاح نووي>>.

من جهتها، أعلنت ميركل انه ينبغي للأوروبيين والولايات المتحدة أن يعملوا معا بخصوص إيران، مشددة على انه لن ترهبهم دولة أصدرت تصريحات <<غير مقبولة بالمرة>>، مثل تلك التي تشكك في حق إسرائيل في الوجود.

وقالت ميركل <<من الضروري أن نشعر بأن القوى الثلاث الكبرى، في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، تتخذ موقفا مشتركا هنا، وتصبح فاعلة، وان نحاول إقناع اكبر عدد ممكن من الدول أن تتحالف معنا، ولن ترهبنا بكل تأكيد دولة مثل إيران>>.

ورفض بوش اقتراحا تقدمت به ميركل، لإغلاق معتقل غوانتانامو. وقال إن المعتقل <<جزء أساسي لحماية المواطنين الاميركيين. ما دامت الحرب على الإرهاب مستمرة، وهناك تهديد، فمن المحتم حاجتنا إلى اعتقال أشخاص قد يؤذوننا>>.

وأشارت ميركل إلى أنها أثارت مسالة المعتقل مع بوش خلال القمة بينهما. وقالت <<هناك اختلافات في الرأي في بعض الأحيان، لقد ذكرت غوانتانامو في هذا الإطار>>، معتبرة انه يجب إصلاح القوانين الدولية المختصة بالمشتبه فيهم بالإرهاب.