الخليج

فيما يستعد مسؤولون من الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة والصين وروسيا لعقد محادثات غير مسبوقة غداً في لندن حول الأزمة النووية مع ايران شددت طهران من لهجتها في مواجهة هذا الملف وعبرت على لسان رئيسها محمود أحمدي نجاد عن تحديها للتلويحات الغربية بإحالة ملفها الى مجلس الأمن الدولي.

ورغم تأكيدات العديد من المسؤولين الدوليين على استبعاد الخيارات العسكرية ضد ايران حذر نجاد من أن إحالة الملف لمجلس الأمن لن يحل المشكلة مطالباً بالمقابل “الدول الكبرى” بنزع أسلحتها هي وكذلك ترسانة “اسرائيل” النووية قبل ان تطالب ايران بذلك.

وأكد الرئيس الايراني أمس ان اللجوء الى مجلس الأمن الدولي لن يساعد في حل الأزمة حول برنامج ايران النووي، مؤكدا ان بلاده لن تقبل بأي أمر يفرض عليها.

وأعلن نجاد في مؤتمر صحافي: حتى لو تم اشراك مجلس الأمن الدولي فإن ذلك لن يساعد في حل المسألة، إذا أصر البعض على حرمان الشعب الايراني من حقوقه، فعليهم أن يعلموا ان مثل هذا الأمر لن يتم.

واضاف: بالطبع ان شعبنا لن يقبل بأي شيء يفرض عليه. ان امتلاك التكنولوجيا النووية هو حقنا الأكيد.

وجاءت تصريحاته وسط تصاعد الخلاف مع المجتمع الدولي الذي حذر من احتمال احالة الملف النووي الايراني الى مجلس الأمن بعد ان قررت ايران استئناف نشاطاتها النووية الحساسة هذا الاسبوع.

ومن المقرر ان يجري مسؤولون من الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة والصين وروسيا محادثات غير مسبوقة حول الأزمة مع ايران في لندن غداً الاثنين حيث يتوقع ان يحددوا موعداً لعقد اجتماع طارىء لمجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية المؤلف من 35 عضوا.

غير ان الرئيس الايراني قال ان بلاده الغنية بالنفط والغاز لديها “هامش مناورة” للدفاع عن مصالحها الوطنية.

وجاء ذلك ردا على سؤال عما إذا كان يخشى من أن تقف روسيا الى جانب الغرب في النزاع حول برنامج ايران النووي وما إذا كان يخشى من ان يفرض مجلس الأمن عقوبات على ايران او حول ما إذا كانت بلاده ستستخدم مخزونها الهائل من النفط كأداة في النزاع.

وقال: لهم الحق في الادلاء بتصريحات. ونحن نعمل وفقا لمصالحنا القومية بموجب الانظمة الدولية ولدينا هامش للمناورة للدفاع عن مصالحنا القومية.

وتابع في ثاني مؤتمر صحافي يعقده منذ فوزه في الانتخابات الرئاسية في يونيو/حزيران الماضي: انهم يواجهوننا ويتعاملون معنا بطريقة قاسية للغاية وبلغة غير قانونية، ولكنهم في النهاية يحتاجوننا اكثر مما نحتاجهم.

وقال بغضب: رغم التقدم التكنولوجي في العالم، الا ان عددا من الدول الغربية لا تزال تعيش بعقلية العصور الوسطى وتقول ليس لكم الحق في التقدم العلمي.

واضاف: اقول لهذه الدول الغربية ان الوقت قد حان الآن لكي تبنوا الثقة. لقد ولى زمن خطاب التهديد والهيمنة والاعتماد على اسلحتكم النووية والكيميائية والبيولوجية.

واضاف: بموجب انظمة الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومعاهدة الحد من الانتشار النووي فإن كافة الدول الاعضاء يمكنها امتلاك تكنولوجيا نووية ولا يمكن لأي اعذار او استراتيجيات التعدي على هذه الحقوق، حتى عمليات التفتيش يجب ان لا تمنعها من نيل حقوقها.

وتابع: ان قلة من الدول الغربية التي تمتلك اسلحة نووية تشكك في ايران رغم ان عمليات بحث ومراقبة غير مسبوقة اثبتت عدم وجود أي دليل ضد ايران.

وقال: انهم يعتقدون انهم يمتلكون القوة ويريدون حرمان ايران من حقوقها.

وقال نجاد “ان من يدعمون علانية النظام الذي يحتل القدس يجب ان يعلموا ان اسماءهم ستوضع على قائمة مجرمي الحرب وسيمثلون قريبا امام محاكم فلسطينية.

وتساءل احمدي نجاد ردا على الضغوط الغربية المتزايدة على برنامج ايران النووي المثير للجدل “لماذا زودتم النظام الذي يحتل القدس بأسلحة نووية؟”.

وقال في رد مباشر على تصريحات بوش وميركل: نحن من يجب ان يقوم بتفتيش ترساناتكم وترسانة النظام المحتل للقدس ووضع الاختام عليها وتدميرها.

واضاف: إذا كان الاثنان (بوش وميركل) يدعمان محتلي القدس، فيجب ان يعترفا بذلك علنا وهذا يعني انهما مشتركان في الجرائم التي ترتكب هناك.

وتوضيحا لدعوته العام الماضي الى شطب “اسرائيل” عن الخارطة، قال “اذا سمحتم بإجراء استفتاء حر فسترون ما سيحدث وهو خريطة تعود الى الوراء 70 عاما عندما لم تكن توجد عليها “اسرائيل”. واضاف ان “الفلسطينيين المهجرين هم أهل الأرض الاصليون”.

وشدد نجاد على أن طهران ستواصل طريقها في امتلاك التقنية النووية وان الضجة الغربية المفتعلة لن تثني عزيمته، واشار الى “سلمية” برنامج ايران النووي وقال: ان الشعب الايراني لا يحتاج الى الأسلحة النووية وانه لم يبادل نظام صدام في حرب الثماني سنوات بنفس السلاح الكيماوي. واضاف: “ان الدول الغربية التي تتشدق بحقوق الانسان وشعارات السلام والديمقراطية هي التي زودت نظام صدام بالأسلحة المحرمة”. وقال مخاطبا الدول الغربية “ان زمن الغطرسة والقوة قد ولى وان اللجوء الى مجلس الامن لن يساعد في حل القضية النووية الايرانية”. واتهم نجاد الدول الاوروبية والغربية بأنها تخفي الاسلحة المحرمة في مخازنها بينما تنتقد الدول الاسلامية على استئناف الابحاث النووية واذا كانت تلك الدول صادقة في نزع اسلحة الدمار الشامل فعليها ان تقوم بتدمير اسلحتها المدمرة”.

وعبر الرئيس الايراني عن خيبة امله ازاء التعاطي الدولي مع مقترحاته حول الملف النووي وقال: ان الدول الغربية لا تريد الاستماع الى وجهات نظر الآخرين وتريد فرض اجندتها ورؤاها على الآخرين، وأضاف: “انهم لا يريدون للعالم ان يستفيد من التكنولوجيا العلمية ويقاومون لأجل حصر تلك الطاقة على انفسهم”.

وحول تصريحات الرئيس الامريكي جورج بوش امس والتي ربط فيها تصريحات نجاد بالبرنامج النووي لتدمير “اسرائيل”، قال: “ان تلك النتيجة غير عقلية وان بوش واستنادا الى تلك التصريحات هو شريك “الاسرائيليين” في قتل الفلسطينيين”، وقال نجاد: “ان الدول الغربية لا تحترم حقوق الانسان وهي تتعاطى بازدواجية مع ملف حقوق الانسان وان الزعماء الغربيين لم يستجيبوا للمقترح الايراني حول اجراء مناظرات في حقوق الانسان”.

واكد الرئيس الايراني ان بلاده تنشد العلاقات المتطورة وخاصة مع دول الجوار وان الدبلوماسية الايرانية تتحرك وفق المصالح الاسلامية لتنمية العلاقات مع الدول المجاورة.

وقال حسين انتظامي الناطق باسم المجلس الأعلى للأمن القومي المكلف بالملف النووي ان موضوع المفاوضات مع الاوروبيين هو فقط تخصيب اليورانيوم، وليس مسألة الابحاث النووية.

واضاف: مسألة البحث مستقلة عن تخصيب اليورانيوم والجمهورية الاسلامية ابلغت الاوروبيين قبل استئناف الابحاث، وقال ان “قرار ايران القيام بنشاطات البحث جدي”.