النهار ، شعبان عبود:

من المقرر أن يمثل في فيينا اليوم أربعة من السوريين أمام لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، من أجل استكمال استجوابهم، وهم العميد رستم غزالي رئيس فرع ريف دمشق التابع لشعبة المخابرات العسكرية والذي كان يتولى رئاسة جهاز الأمن والاستطلاع في القوات السورية التي كانت في لبنان، والعقيد عبد الكريم عباس وهو رئيس لأحد الأقسام في فرع فلسطين التابع لهذه الشعبة. وكان عباس، وهو من محافظة دير الزور، قد تعرض لحادث سير على مفرق طريق تدمر - دير الزور أول أيام عيد الأضحى أودى بحياة سائقه. ومن الذين ستستكمل اللجنة استجوابهم العقيد ظافر يوسف من فرع فلسطين وهو خبير في شؤون الاتصالات والحواسيب والعقيد سميح القشعمي. وفي هذا السياق أوضحت مصادر أن القشعمي لا يزال ضابطا عاملا في فرع فلسطين وليس متقاعداً.

ولم يعرف رد اللجنة الدولية على اللجنة السورية الخاصة بالتحقيق التي تسلمت كتاباً من المحامي عمران الزعبي وكيل الشاهد هسام هسام ضمنه رفض موكله المثول للتحقيق في فندق المونتيفيردي بسبب "مخاوف وضغط نفسي" تجعله يخشى على حياته في ما اذا جرى التحقيق معه في لبنان، استناداً الى تصريحات سابقة أدلى بها الزعبي الى "النهار". وكان هسام تراجع عن شهادته أمام اللجنة الدولية وعقد مؤتمرا صحفيا في دمشق في الأول من كانون الأول الماضي أعلن فيه تعرضه لضغوط واغراءات من لبنانيين للادلاء بشهادة كاذبة.

الى ذلك شددت صحيفة "الثورة" السورية على ضرورة وجود بروتوكول للتعاون ينظم علاقة دمشق مع لجنة التحقيق الدولية بعد تسلم القاضي البلجيكي سيرج براميرتس مهماته. وكتب رئيس تحريرها عبد الفتاح عوض "إن التعاون كلمة فضفاضة، ومدهشة الاتساع والمرونة، بحيث تسمح لأي كان أن يمدها بالاتجاه الذي يريد، وأن يقيّمها حسب مقاسه!”. وأضاف: "سورية التي استقبلت تسلّم السيد براميرتس كرئيس جديد للجنة التحقيق بالتأكيد على التعاون الكامل ستكون حريصة جداً على الاتفاق على معايير الحكم، حول مفهوم التعاون... اذا كان من المسلّم به أن يقوم أي قاضٍ جديد بدراسة وإعادة تقييم ما توصل إليه القاضي السابق، فإن الحديث عن المستقبل يستلزم تفادي الأخطاء السابقة في تقييم التعاون، بسبب عدم وجود المعايير الناظمة لذلك"، لأن " عدم وضع هذه المعايير سيترك المجال مفتوحاً أمام جميع الأطراف، ليحكم كلٌ بمقياسه على درجة التعاون". واعتبر "أن توقيع مثل هذا البرتوكول هو صوت العقل وصوت المنطق".