الاتحاد

التحذير من رفض تعديل الدستور العراقي الجديد، ودعوة الصين وروسيا للتعاون مع واشنطن في أزمة البرنامج النووي الإيراني، والتأكيد على ضرورة مشاركة فلسطينيي القدس و’’حماس’’ في الانتخابات الفلسطينية المقبلة، والبحث عن وسيلة لتقليل خسائر الجيش الأميركي في العراق••• موضوعات شملتها جولتنا الأسبوعية الموجزة في الصحافة الأميركية•

التهديد بإثارة الفتنة في العراق : بهذه العبارة عنونت ’’النيويورك تايمز’’ افتتاحيتها يوم الخميس الماضي، لتستنتج أن عبدالعزيز الحكيم أقوى سياسي شيعي عراقي قد وجه ضربة قوية لجهود الولايات المتحدة الرامية لمنع اندلاع حرب أهلية في بلاد الرافدين؛ فالحكيم وهو زعيم ’’المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق’’، أدار ظهره لتعهدات كان قد قطعها على نفسه في أكتوبر الماضي، وأكد خلالها على ضرورة فتح الباب أمام البرلمان العراقي لإجراء تعديلات على الدستور الجديد• الآن يعلن السيد الحكيم أنه لا يتعين القيام بتغييرات واسعة على الدستور، وهو يدافع عن المواد الحالية التي تسمح بحكم ذاتي للمناطق الشيعية الغنية بالنفط في جنوب وشرق العراق• الأمل الوحيد هو أن يتم إقناع الحكيم بالوفاء بتعهداته السابقة الخاصة بتعديل الدستور، لأن هذا التعهد هو الذي شجع السُنة على المشاركة في انتخابات 15 ديسمبر الماضي، ناهيك عن أن انخراط السُنة في العملية السياسية أمر حيوي لتدشين عراق مستقر، وهو شرط مسبق لانسحاب القوات الأميركية من العراق• تعديل الدستور مهم جداً لكافة العراقيين، لا سيما وأن هناك أموراً قد يطالها التعديل تتعلق بحقوق المرأة وموقف أعضاء حزب ’’البعث’’، والأهم من ذلك كله اللامركزية وهي مسألــة فــي غاية الخطورة، لكــن يبدو أن عبدالعزيــز الحكيــم مصمــم -وعن عمد- على تأجيج هذه المشكلة• الصحيفة ترى أن تطبيق اللامركزية على نحو راديكالي في العراق -حسب مسودة الدستور العراقي الجديد- سيترك السُنة في حالة من الفقر، خاصة إذا وضعنا في الاعتبار أن ثروة العراق النفطية تتركز في الشمال الكردي والمناطق ذات الأغلبية الشيعية في الشرق والجنوب•

التعامل بصرامة مع إيران : هكذا عنونت ’’لوس أنجلوس تايمز’’ افتتاحيتها يوم الأربعاء الماضي للتعليق على استئناف طهران الثلاثاء الفائت بحوثها النووية، واصفة الخطوة الإيرانية بأنها عودة من جديد إلى طريق من خلاله تستطيع الجمهورية الإسلامية تطوير أسلحة نووية• طهران رفعت الأختام عن وحدات تخصيب اليورانيوم بحضور مراقبي وكالة الطاقة الذرية، وتصر إيران على أن معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية تعطيها الحق في إجراء بحوث نووية••• هذا الكلام صحيح من الناحية الفنية، لكن ما يبعث على القلق هو سجل طهران في إخفاء أنشطة نووية تم الكشف عنها من خلال عناصر إيرانية في المهجر، إضافة إلى شعارات وتصريحات الرئيس أحمدي نجاد المعادية للسامية• وحسب الصحيفة، فإن إحالة البرنامج النووي الإيراني إلى مجلس الأمن قد تؤدي إلى فرض عقوبات اقتصادية على طهران• وإذا كانت طهران تسعى إلى الحصول على قبول المجتمع الدولي وترغب في تحقيق مكانة إقليمية، فعليها التخلي عن برامج تطوير الأسلحة النووية، وأن تحذو حذو البرازيل والأرجنتين وجنوب أفريقيا•

وتحت عنوان ’’إيران والقنبلة’’ نشرت ’’نيويورك تايمز’’ يوم الجمعة الماضي افتتاحية رأت خلالها أنه لا توجد خيارات عسكرية لدى واشنطن يمكن التعامل بها مع طهران، لا سيما وأن مساحة إيران تزيد على ثلاثة أضعاف مساحة العراق، كما أن عدد سكان الجمهورية الإسلامية يزيد على ثلاثة أضعاف سكان العراق• الصحيفة طالبت الصين وروسيا بإدانة السلوك الإيراني أمام مجلس الأمن واعتبار المسألة النووية الإيرانية تهديداً متنامياً• وفي الموضوع ذاته رأت ’’كريستيان ساينس مونيتور’’ أن على بريطانيا وفرنسا وألمانيا التحالف مع روسيا والصين من أجل فرض عقوبات على طهران والبحث عن وسائل غير عسكرية لتقليص شرعية النظام الإيراني أمام شعبه، لكن يجب أن يتزامن هذا التحالف مع إغراء البراغماتيين الإيرانيين بضمانات أمنية ومساعدات تجعل من الجمهورية الإسلامية قوة اقتصادية عظمى غير نفطية!

نعم لمشاركة حماس : خصصت ’’نيوزداي’’ افتتاحيتها يوم الجمعة الماضي للتأكيد على ضرورة مشاركة فلسطينيي القدس الشرقية في الانتخابات البرلمانية الفلسطينية المقرر إجراؤها يوم 25 يناير، لا سيما وأن هذه الفئة شاركت مرتين في انتخابات برلمانية فلسطينية سابقة• الإسرائيليون متخوفون من فوز أعضاء من حركة ’’حماس’’ في حال شارك فلسطينيو القدس الشرقية في الانتخابات، لكن إذا كانت مشاركة ’’حماس’’ في الحكومة الفلسطينية تلحق الضرر بالسلام لأن مبدأ الحركة قائم على ’’تدمير إسرائبل’’، فإن انخراط ’’حماس’’ في العملية السياسية الفلسطينية قد يؤدي إلى تغير مبادئها، وليس أدل على ذلك من حركة ’’فتح’’ التي تبنت حتى وقت قريب مبدأ ’’تدمير إسرائيل’’، لكنها تخلت عنه بعد وصولها للسلطة•

تطوير السترات الواقية من الرصاص: في افتتاحيتها ليوم الخميس الماضي سلطت ’’يو أس أيه توداي’’ الضوء على إمكانية تقليص الخسائر في القوات الأميركية بالعراق من خلال تطوير استخدام السترات الواقية من الرصاص• الصحيفة أشارت إلى أن اجتماعاً مغلقاً أجراه ضباط كبار في ’’المارينز’’ والجيش الأميركي يوم الأربعاء الماضي في الكونغرس، تعهد خلاله المجتمعون بتحسين السترات الواقية من الرصاص لجميع الجنود الأميركيين في العراق• إحدى الجهات الطبية بالجيش الأميركي استنتجت أن 80% من الإصابات القاتلة التي تعرض لها ’’المارينز’’ كان بالإمكان تفاديها من خلال سترة واقية أكثر متانة• خسائر الجيش الأميركي في العراق بلغت 1510 جندياً وخسائر ’’المارينز’’ وصلت إلى 663 جندياً، ومعظم هذه الخسائر وقعت جراء أعيرة نارية من بنادق قنص أو نتيجة تفجيرات في استطاعة سترات واقية من الرصاص أكثر قوة الحد من آثارها• لكن ضباط الجيش الأميركي يقولون إن هذه السترات المستخدمة في العراق وأفغانستان قد تم تطويرها سبع مرات، ومع ذلك تريد أسر العسكريين الأميركيين مزيداً من الإيضاحات حول تطوير السترات الواقية من الرصاص، لا سيما وأن إجمالي الإنفاق على الحرب في أفغانستان والعراق قد وصل منذ 2001 إلى 302 مليار دولار•