نجيب نصير

قد يكون منصفا استخدام مصطلح صدمة الحداثة مرة اخرى … فالحال الثقافية للمجتمع تتخبط في لجة تسارع الوقت ومنجزاته ، والذي يشكل (في حال نمو ثقافي طبيعي للمجتمع ) ثراء لم يعد من باب الترف وانما من باب سد الرمق للتعامل ولو بالحد الادنى مع مستجدات الواقع ، لذلك نبدو متخبطين متراكضين نحاول سد الفتوق في سفينة لا نعرف ما هي ولا اين هي ولا الى تتجه .. فقط صراخ هنا وهناك كمحاولة اسعافية لدرء خطر موجة نعرف تماما ان ورائها موجات وانواء .

ثقافة المياه … ثقافة البيئة .. ثقافة السير … النظافة .. الحقوق .. الواجبات .. الثقافة المدنية .. التربية … الاداء الاجتماعي .. المصلحة وثقافتها الفردية والجمعية .. آداب السلوك … آداب الحديث .. ثقافة الاتصال .. المعلوماتية .. السياحة …. الخ ..الخ ، لنكتشف انه ليس لدينا شيىء واضح او متكامل ، فقط جزر من المعلومات حول هذا الشأن او ذاك معلقا في الهواء لا يستطيع الفعل او التغيير لأنه وببساطة مؤقت وغير مترابط مع اي شيىء آحر اجتماعي يمكن ان يشكل معه مضغة او علقة تعد بأداء ثقافي اجتماعي يتعامل مع مستجدات الواقع المعاصر .

جزر في بحر متلاطم تغرق وتطفوا دون دون ضرورة ، ما يقدم لنا وللآخرين دليلا عن قدرتنا على الاحتمال ، احتمال الاشياء السيئة بمصائبها وويلاتها دون احتجاج او مبادرة ، لأننا وكأفراد لم ندر بالمصيبة اساسا ولا يهمنا اذا اصابت الآخرين حتى لو كانت انفلونزا الطيور .

في هذا الزمان الاسرع من طلقة لا توجد مسافة بين الواقع وثقافته ، والحق هو تماما المعرفة ( وليس المعلومات ) التي تبيح لك التعامل مع الواقع المتجدد ودرء اخطاره والاستفادة من منجزاته ….. لذلك سوف نعود بعد عدة عقود لنناقش حاجاتنا الثقافية .. ولكن ونحن نتضور عطشا او تلوثا او شحا في السياحة أو أو . أو الخ . واليو واذا كان العالم يعاملنا بمكيالين فعلى الاقل وجب علينا ان نعرف ماهو المكيال على الاقل …. ولا انا غلطان ؟؟؟؟؟؟