النهار

أصدر نجلا نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام، جمال وجهاد، بياناً ردا فيه على ما سمياه "مسرحية مجلس الشعب" التي اعقبت مقابلة والدهما مع قناة "العربية" الفضائية في دبي، والتي اتهما فيها مع الأخير بالفساد. ورويا ان والدهما قال مرة للرئيس السوري الراحل حافظ الاسد ان "المخابرات في البلد اقوى من الدولة"، وذلك بعدما أبلغ اليه الاسد ان "اولادك قد ظلموا"، بعد التحقيق في اتهام ضابط لجمال بادخال شحنة من النفايات المشعة الى البلاد، وكانت تلك "الشائعة" انتشرت "خلال ساعات" في سوريا. وهذه التهمة كررها مجلس الشعب في 31 كانون الاول 2005 في جلسة المطالبة بمحاكمة نائب الرئيس السوري السابق بتهمة الخيانة العظمى.

وكان ورد في رسالة مراسل "النهار" في دمشق شعبان عبود والتي نشرت في 2/ 1/ 2006 عن جلسة مجلس الشعب ان اعضاء المجلس "اتهموا خدام بالفساد مع افراد اسرته وبتغطية ادخال احد ابنائه شحنة من النفايات المشعة وطمرها في البادية السورية".

وهنا نص البيان الرد كما تلقته "النهار":

نشرت السلطات الحاكمة في دمشق عبر مسرحية مجلس الشعب مجموعة من الافتراءات والاكاذيب وبعد ان تداولتها وسائل الاعلام خلال الايام الماضية وكأنها حقائق رأينا ان نوضح للرأي العام السوري والعربي الحقائق التالية:1 منذ اكثر من ثمانية عشر عاماً اكتشف موظفو الجمارك وجود علب دهانات فيها مواد مشعة في مرفأ طرطوس منتهية مدة استخدامها استوردها المدعو محمد طبالو الذي كان اتفق مع المقدم احمد عبود الضابط في شعبة المخابرات العسكرية السورية/ رئيس قسم شؤون الضباط في الفرع المذكور/ لدفنها في البادية السورية.

بعد اكتشاف تلك المواد بعد ايام جاء الى والدي ضابط يعمل في المخابرات العسكرية وابلغه ان المقدم احمد عبود طلب من رؤساء فروع الامن العسكري في سوريا نشر خبر يتهمنا باننا وراء استيراد هذه المواد الكيمياوية وبالفعل خلال ساعات انتشرت الاشاعة في سوريا.

اتصل بعدها والدنا بالرئيس حافظ الاسد وابلغه ما فعل احمد عبود وطلب من السيد الرئيس تشكيل لجنة تحقيق. وبالفعل شكل السيد الرئيس حافظ الاسد لجنة من خمسة وزراء ورئيس هيئة الرقابة والتفتيش والتي ذهبت الى طرطوس وبقيت ثلاثة ايام وأجرت تحقيقاً واسعاً في المرفأ والجمارك ووكالات الشحن الجمركية ومع مسؤولي الامن. قام احد رؤساء الامن في طرطوس باطلاع اللجنة على تسجيل مخابرة كان اجراها محمد طبالو مع احدنا (جمال) ويفيد التسجيل ان طبالو طلب من جمال مساعدته لنقل البضائع الى السعودية وقام بشتمه واغلق الهاتف.وبعد عودة اللجنة الى دمشق رفعت تقريرها الى السيد الرئيس حافظ الاسد الذي استدعى والدنا الى منزله وقال له ان اولادك قد ظلموا ولا علاقة لهم في الموضوع. وسأل والدنا عن اسم الضابط الذي ابلغه ما قام به احمد عبود فاجابه والدنا "لا استطيع، لا انت ولا انا قادر على حمايته" فأبدى السيد الرئيس حافظ الاسد انزعاجه من هذا الجواب فقال له والدنا "المخابرات في البلد اقوى من الدولة".

في تلك الاثناء اعادت سلطات المرفأ البضائع الى باخرة محمد طبالو التي ابحرت الى مرفأ نابولي وبقيت اشهرا دون ان تقبل السلطات الايطالية بانزالها الى البر. وبعد ان هدد البحارة برمي البضائع في البحر امام مرفأ نابولي اذا لم تستعد الشركة الايطالية البضائع تم ذلك بالفعل واستعادت الشركة الايطالية المصدرة تلك البضائع.

بعد ذلك بفترة من الزمن تم احضار محمد طالبو من قبرص واحيل الى التحقيق ثم القضاء وحكم عليه عشر سنين.

وقد شطب اسم احمد عبود نظرا لحساسية موقعه العسكري.

2 اتهمنا بالفساد وقد تحدى والدنا النظام في دمشق ان يكون لديه اي ملف فيه علاقة لوالدي او لأحد ابنائه او اقاربه بصورة مباشرة او غير مباشرة وتحدى السلطات في دمشق ان تستقبل لجنة تحقيق عربية محايدة تدرس كل ملفات العقود وغيرها لكشف الحقائق وبيان اين يكمن الفساد ومن المسؤول عنه ومن غطاه وشجعه منذ عام 1970 حتى الان. كما نشروا اكاذيب حول ممتلكاتنا والتي هي عبارة عن منازل سكن لوالدي ولنا وبضعة مطاعم ومحال تجارية وحصة في معمل المعلبات علما بأننا اربعة اولاد نعمل منذ اكثر من ربع قرن خارج سوريا ولم نقم بأي عمل له علاقة بالدولة لا من قريب ولا من بعيد.

وما جنيناه في الخارج استثمرنا في النشاطات التي ذكرتها بالاضافة الى شركة الانتاج التلفزيوني.

هذه هي الحقائق. اردنا ان نوضحها مباشرة للشعب السوري صاحب الحق كي لا تستغل من قبل النظام لاغراض اخرى مثلما سبق وحصل.

ونحتفظ بحقنا في ملاحقة الذين اساؤوا الينا سواء اعضاء المسرحية الهزلية التي مثلت في مجلس الشعب او مسؤولين آخرين وذلك امام القضاء وبكل الوسائل القانونية المتاحة لدينا وقريبا ان شاء الله سيتم ذلك.