النهار

بدأ نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني في مصر امس جولة تشمل السعودية وأضاف إليها الكويت التي يصل اليها غداً للتعزية بأميرها الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح. وسيبحث اليوم مع الرئيس المصري حسني مبارك في الأزمة بين لبنان وسوريا والملف النووي الإيراني والوضع في الأراضي الفلسطينية واحتمال إرسال قوات عربية إلى العراق، على ان يتطرق إلى هذه المواضيع أيضاً في الرياض لاحقاً مع العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسيلتقي هناك كذلك رئيس "كتلة المستقبل" النيابية اللبنانية النائب سعد الحريري.

وصرح الناطق باسم الرئاسة المصرية السفير سليمان عواد بان بلاده تحاول تشجيع سوريا على الاستمرار فى التعاون مع لجنة التحقيق الدولية فى اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، وأنها حريصة على ضمان أمن لبنان واستقراره.

وجاء في بيان أصدره مكتب تشيني انه سيناقش في اجتماعاته مع مبارك والملك عبدالله "برنامج الحرية (للرئيس جورج بوش) والحرب على الإرهاب". وأوضحت ناطقة باسم المكتب ان تشيني سيلتقي في مطار الرياض اليوم "السياسي اللبناني سعد الحريري ابن رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري".

وكان مقرراً أن تكون مصر والسعودية ضمن جولة قام بها تشيني الشهر الماضي في المنطقة وشملت العراق وأفغانستان وباكستان وسلطنة عُمان، لكن الحاجة الى صوته في اقتراع حاسم في مجلس الشيوخ الأميركي على الموازنة الفيديرالية جعلته يعود إلى واشنطن. وتقررت إضافة الكويت الى الجولة بعد وفاة الشيخ جابر.

ولم يدل مكتب تشيني والسفارة الأميركية في القاهرة بمزيد من التفاصيل عن محادثات نائب الرئيس الاميركي مع الرئيس المصري والعاهل السعودي. لكن مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية جون ألترمان قال ان تشيني "سيتحدث باسم الإدارة الأميركية مع بلدين مهمين للغاية"، كما ان "كونه ذاهباً إلى المنطقة يعتبر علامة على الاهتمام الذي توليه الولايات المتحدة لهذه العلاقات".

وفي المقابل، قال عواد ان مصر تحاول تشجيع سوريا على الاستمرار فى التعاون مع لجنة التحقيق الدولية، وتبذل جهوداً لضمان "أمن واستقرار ووئام شعب لبنان". وسئل عما ستتناوله محادثات مبارك وتشيني، فأجاب: "لا يستطيع اجتماع على هذا المستوى الرفيع بين رئيس مصر ونائب الرئيس الأميركي ألا ان يتطرق الى مسائل مطروحة بقوة الآن فى الشرق الاوسط". وأضاف إن "عملية السلام، وخصوصاً مع التغيرات والمستجدات على الساحة الاسرائيلية بمرض رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون، مع إقتراب موعد الانتخابات التشريعية الفلسطينية واقتراب موعد الانتخابات الاسرائيلية، لا بد إذاً أن يتطرق الحديث الى هذه القضية المهمة... قضية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين". كما ان "الوضع فى العراق لا يمكن تجاهله، ولذلك لا بد أن يتم التطرق اليه، وكذلك الوضع في دارفور" في غرب السودان.

وأمس التقى وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط وفداً من مساعدي أعضاء الكونغرس الأميركي، وبحث معهم في "الاتصالات المصرية الأخيرة في ما يتعلق بالعلاقات السورية - اللبنانية والتي تأتي في سياق الجهود الدولية من أجل تأمين التزام قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وأيضاً في إطار الحرص المصري على مستقبل العلاقات السورية - اللبنانية والحيلولة دون زيادة حدة التوتر التي تشهدها المنطقة".

وأشارت مصادر ديبلوماسية عربية إلى ان تشيني سيناقش الملف اللبناني - السوري مع مبارك والملك عبدالله بعد الدور الذي اضطلعت به القاهرة والرياض وما حكي عن استعداد دمشق لوقف التدخل في لبنان والتعاون مع لجنة التحقيق الدولية في مقابل وقف الضغوط الأميركية على النظام السوري ورفض الأسد المثول امام اللجنة الدولية. وكذلك تأتي جولة تشيني مع تصاعد الأزمة النووية الإيرانية. وحتى الآن تفادت القاهرة والرياض انتقاد النشاطات النووية الايرانية، لكنهما دعتا إلى جعل الشرق الأوسط، بما في ذلك اسرائيل، منطقة خالية من الأسلحة النووية.

ونقلت وكالة "يونايتد برس انترناشونال" عن ديبلوماسيين من جنسيات عربية ان تشيني سيثير مع مبارك امكان ارسال قوات عربية الى العراق بعد تأليف الحكومة العراقية الجديدة التي يتوقع اعلانها الاسبوع المقبل. ومن المنتظر ان يطلب من العاهل السعودي إقناع زعماء بعض الدول العربية بإرسال قوات إلى العراق.

ولم يعرف ما إذا كان تشيني سيناقش مع مبارك قضية المعارض المصري ايمن نور أو مسألة الإصلاح الديموقراطي في مصر. وكانت الإدارة الأميركية انتقدت العنف الحكومي الذي شاب الانتخابات المصرية وإدانة نور الذي حل ثانياً في الانتخابات الرئاسية بعد مبارك في أيلول. وقد وصل إلى مصر السبت النائب الجمهوري عن ولاية فيرجينيا الاميركية فرانك وولف لمحاولة لقاء نور المحتجز في مستشفى السجن، لكنه لم يتمكن من ذلك، ومن المستبعد ان يُسمح له بزيارته قبل مغادرته القاهرة اليوم، على ما أفاد وكيل نور، امير سالم. وقد التقى وولف مسؤولين حكوميين وأعضاء في جماعات غير حكومية ومنظمات قبطية.

وقالت مصادر ديبلوماسية عربية ان القاهرة والرياض ترغبان في معرفة موقف الولايات المتحدة من السنة في العراق بعد الانتخابات التي أجريت في 15 كانون الأول، وأكد أحدها ان العاصمتين العربيتين "لا تريدان رؤية السنة ضعفاء أو مهمشين".

أما زيارة تشيني للرياض، فتأتي في إطار تنمية العلاقات السعودية -الأميركية. وأفادت مصادر ديبلوماسية غربية في الرياض ان الجانبين السعودي والأميركي سيناقشان خطة الرئيس الأميركي لتعزيز الحريات ونشر الديموقراطية ومحاربة الإرهاب في الشرق الأوسط، وكذلك "الشأن السوري اللبناني والموقف بالنسبة إلى التعاون مع اللجنة الدولية".

وبالنسبة إلى الكويت، أعلنت الناطقة باسم تشيني ليا آن ماكبرايد انه "سيمثل الولايات المتحدة والرئيس في تعزية الكويتيين والأمير (الجديد الشيخ) سعد. ان الكويتيين حليف أساسي في الحملة العالمية على الإرهاب".