الإعلام السوري يتجاهل تحقيقات فيينا وهيئات تواصل استنكار الضغوط الدولية

“الخليج”

غابت عن وسائل الإعلام السورية أمس أي تغطيات لاستكمال التحقيقات في فيينا مع بعض الضباط السوريين الذين طلبت الاستماع إليهم لجنة التحقيق الدولية الخاصة بالتحقيق في جريمة اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري. وانشغل الرأي العام السوري بما صرح به رئيس الحكومة محمد ناجي العطري حول استمرار حملة تطهير الجهات العامة من الفساد في إطار مسار الإصلاح والتطوير وتحسين أداء الإدارة الحكومية والاقتصاد السوري الذي يحتل فيه القطاع العام دوراً كبيراً. وكان لافتاً للنظر تأكيد العطري على أن تطهير الجهات العامة من الفاسدين ستكون من خلال مجموعة من الإجراءات منها الصرف من الخدمة.

وإضافة إلى الاهتمام بتصريحات العطري يلاحظ الخوف من انتشار وباء إنفلونزا الطيور إلى المناطق المجاورة للمناطق التي أصابها الوباء في تركيا. ويتابع المواطنون السوريون باهتمام مجموعة الإجراءات التي اتخذتها الجهات الحكومية السورية المختصة للوقاية من هذا المرض ومنع وصوله إلى المناطق السورية المتاخمة للحدود التركية.

لكن هذا الانشغال لم يمنع استمرار التعليقات على طلب لجنة التحقيق الدولية مقابلة الرئيس السوري بشار الأسد، الذي اعتبره المحامي السوري عمران الزعبي “غير جائز”، وقال: لا يحق للجنة التحقيق الدولية استجواب الرئيس السوري نظرا للحصانة التي يتمتع بها ولكنه ألمح إلى إمكانية أن يلتقي الاسد اللجنة للاستماع إلى آرائه وأفكاره إن أراد هو ذلك.

وأفاد الزعبي، الموكل بالدفاع عن الشاهد السوري هسام طاهر هسام وعضو اللجنة القانونية السورية التي تدرس ملف اغتيال الحريري بأن “من الناحية القانونية ووفقا لمفهوم السيادة لا يحق للجنة التحقيق الدولية استجواب الرئيس أو التحقيق معه لأن الحصانة التي يتمتع بها تحول دون ذلك”. وأضاف الزعبي: “أما موضوع المقابلة أي الاستماع الى آرائه وأفكاره فإذا رغب هو ان يدلي بشيء الى لجنة التحقيق في مقابلة كما يقابل أي وفد رسمي علنا وصراحة فهذا شأن الرئيس”.

من جهة ثانية، قال الزعبي إن العميدين رستم غزالة وسميح القشعمي عادا إلى سوريا بعد مقابلتهما لجنة التحقيق الدولية في فيينا: “ولم يتم توقيف أي منهما لانه لا يوجد أساسا أي سبب قانوني للتوقيف، وليس هناك من جديد في هذا الشأن”. وأعرب عن اعتقاده بأن ما حصل في فيينا هو عملية “مراجعة لبعض الاقوال السابقة” التي أدليا بها أمام اللجنة في الاستجواب السابق.

كما دعا الزعبي لجنة التحقيق الدولية الى إعادة استجواب موكله هسام الذي تراجع عن إفادته التي أدلى بها أمام اللجنة للتأكد من تراجعه عن شهادته، مشيرا إلى أنه “لا يمكن أن تجرى هذه المقابلة في لبنان لأسباب تتعلق بسلامة التحقيقات والامن الجسدي” للشاهد وانه تقدم بطلب عن طريق لجنة التحقيق السورية إلى لجنة التحقيق الدولية من اجل استجوابه خارج لبنان. ودعا الزعبي اللجنة أيضا إلى مقابلة عائلة الشاهد هسام للتأكد من أنها “لم تتعرض لاية ضغوط” من قبل السلطات السورية لتراجع هسام عن شهادته.

من جانبه، استنكر اتحاد الصحافيين بشدة ضغوط الإدارة الأمريكية على سوريا ومحاولاتها استخدام الاحتياطي المرتبط بها في المنطقة لينفث سمومه عبر وسائل الإعلام للمساس بمقدسات الأمة المتمثلة بالمقاومة اللبنانية وسلاحها، الذي حرر جزءا عزيزا في الأرض ودحر العدو الصهيوني ورسخ قيم الأمة في الجهاد ورفض الاستسلام.

وقال بيان صادر عن اجتماع المكتب التنفيذي للاتحاد في دمشق أمس: إن “غرق الولايات المتحدة في المستنقع العراقي وفشل مشاريعها بالمنطقة بدءا بالديمقراطية المسبقة الصنع القادمة على رؤوس الصواريخ إلى الشرق الأوسط الكبير إلى جانب انحدار شعبيتها دفعها إلى استنفار أزلامها في المنطقة ليمارسوا هواياتهم القديمة الجديدة في إثارة أمراض طائفية أو عشائرية أو فئوية أصبحت من مخلفات الماضي الذي تجاوزه العصر”.

من جانبه، أكد الأمين العام لاتحاد المحامين العرب إبراهيم السملالي أن الضغوط والتهديدات التي تتعرض لها سوريا تستهدف النيل من الأمة العربية وهويتها وتاريخها وحضارتها، لأن سوريا هي المدافع الأول عن الحقوق العربية المشروعة والعادلة، وأوضح السملالي في مؤتمر صحافي عقده أمس في دمشق، أن المحامين العرب قرروا عقد مؤتمرهم في دمشق تعبيراً عن تضامنهم مع مواقف سوريا المؤيدة للحق والعدل والسلام والمناهضة للحرب والعدوان والاحتلال، مؤكدا أن سوريا هي الحاضنة الحقيقية للنضال العربي وقضايا الأمة.