إسرائيل لن تسمح لايران بالسلاح النووي وتسعى إلى إقناع موسكو بتشديد موقفها

النهار

أكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بالوكالة إيهود اولمرت انه لا يمكن اسرائيل ان تجعل نفسها تحت وطأة تهديد نووي إيراني وأرسل وفدا الى موسكو للسعي الى اقناع القيادة الروسية بتشديد اللهجة حيال ايران التي تواصل تطوير برنامجها النووي، خصوصا ان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف رأى ان فرض عقوبات على الجمهورية الاسلامية ليس أفضل السبل لاقناعها بالاستجابة للقلق الدولي من برنامجها النووي.

وصرح في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الإسرائيلي موشي كاتساف: "اعتقد ان من الممكن العمل بحيث لا تصل الاسلحة غير التقليدية الى ايد غير مسؤولة يمكن ان تعرض السلم العالمي للخطر". وأضاف ان "المسألة الإيرانية مطروحة على جدول اعمال الحكومة الإسرائيلية والاسرة الدولية".

وتجددت مخاوف إسرائيل من إيران بعد تصريحات ادلى بها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد دعا فيها الى محو إسرائيل من الخريطة. وقال أولمرت ان "اسرائيل لا يمكن في أي حال ان تسمح بان يتمكن شخص لديه مثل هذه النيات المغرضة ضدنا من حيازة سلاح تدميري من شانه ان يهدد وجودنا".

وبعثت الحكومة الإسرائيلية وفدا يضم مستشار الامن القومي الجنرال الاحتياط غيورا ايلاند ورئيس لجنة الطاقة الذرية جدعون فرانك وخبراء آخرين الى موسكو لمحاولة اقناع روسيا بالتشدد حيال ايران.

واوضح مسؤول إسرائيلي طلب عدم ذكر اسمه ان "هذه الزيارة قررها قبل شهرين رئيس الوزراء ارييل شارون وتهدف الى تبادل وجهات النظر والمعلومات في شأن مدى تقدم البرنامج النووي الايراني". وقال ان "زيارة العمل" هذه تقررت بعد زيارة قام بها لواشنطن قبل شهرين الوزير من دون حقيبة تساحي هانغبي الذي كلف تحريك الحوار الاستراتيجي بين اسرائيل والولايات المتحدة. واشار الى ان "روسيا تضطلع بدور أساسي في هذا الملف بما انها تواصل بناء مفاعل نووي في ايران وتتعاون مع هذا البلد لتطوير صواريخ بعيدة المدى وتمده باسلحة تقليدية".

ويرى افرائيم كام من معهد الدراسات الاستراتيجية "جافي" في جامعة تل ابيب ان هدف الوفد هو اقناع موسكو بـ"تبني المواقف الصادرة عن الأميركيين والاوروبيين وهي اكثر تشددا". وقال: "يبدو ان موسكو لم تعد تعارض مبدأ العقوبات، لكن كل المسالة تكمن في معرفة ما ستكون طبيعة هذه التدابير: هل يتعلق الامر بعقوبات اقتصادية متشددة أم عقوبات رمزية فقط".

لافروف

وفي موسكو، سئل وزير الخارجية الروسي عن العقوبات المحتملة ضد طهران، فأجاب ان "مسألة العقوبات على إيران بمثابة وضع العربة أمام الحصان. العقوبات ليست السبيل الأفضل في أي حال وليست السبيل الوحيد لحل المشكلة"، ذلك ان فرض عقوبات سنوات طويلة على العراق لم ينجح في تغيير سلوك رئيسه السابق صدام حسين.

وقاومت موسكو حتـــى الآن جهودا أميركية وأوروبية لإحالة ملف إيران على مجلس الأمن. لكن الرئيس فلاديمير بوتين لمح الإثنين إلى أن صبر موسكو ينفد حيال طهران، بعد ما عاودت أبحاث الوقود النووي الأسبوع الماضي. وحذر من أي "خطوات خاطئة مفاجئة".

واقترحت موسكو حلا وسطا يقضي بأن ترسل إيران الأورانيوم الى روسيا لتخصيبه في أراضيها، مما يحد من مخاوف استخدام الوقود النووي في انتاج سلاح. وقال لافروف للصحافيين: "العرض لا يزال قائما".