جيمس بينكرتون/الاتحاد

الملف الملتهب هذه الأيام ليس العراق، أو حتى الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، بل هو إيران بما تشكله من تهديد حقيقي للمشروع الأميركي في الشرق الأوسط• ولا أدل على ذلك من التصريحات الأخيرة للرئيس الإيراني الجديد محمود أحمدي نجاد والانتقادات العلنية التي وجهها إلى الولايات المتحدة وإسرائيل، مفصحا عن هدف إيران في إخراج أميركا وإسرائيل من منطقة الشرق الأوسط•

هذا، ولم يعد خافياً على أحد، التطلعات النووية لإيران، حيث أفادت صحيفة ’’الجارديان’’ البريطانية يوم الأربعاء الماضي أن إيران تبحث في جميع أرجاء العالم عن وسيلة مناسبة للحصول على تكنولوجيا الصواريخ العابرة للقارات، فضلاً عن سعيها إلى تعزيز قدراتها العلمية في مجال تخصيب اليورانيوم استعداداً لصنع قنبلتها النووية•

وإذا كان الواقع يؤكد سعي إيران المحموم لامتلاك السلاح النووي ووسائل إطلاقه، ما هي الاحتمالات المطروحة على الطاولة في تعامل الولايات المتحدة مع إيران؟ يقوم الاحتمال الأول على توجيه الولايات المتحدة ضربة عسكرية إلى إيران تستهدف المنشآت والمرافق النووية المنتشرة على طول الأراضي الإيرانية• فحسب ما أعلنته وكالة الأنباء الألمانية قام بورترغوس، مدير وكالة الاستخبارات المركزية CIA، بزيارة في الشهر الماضي إلى العاصمة التركية أنقرة أخبر فيها الحكومة التركية بالاستعداد لعملية عسكرية أميركية وشيكة ضد المنشآت النووية الإيرانية•

الاحتمال الثاني يتمثل في تولي إسرائيل تنفيذ الضربة العسكرية ضد إيران، وهو الاحتمال الذي تنبأ به أحد منظري ’’المحافظين الجدد’’ تشارلز كروثامر، عندما أشار في لقاء مع المحطة التلفزيونية ’’فوكس نيوز’’ نهاية السنة الماضية إلى احتمال أن تشن تل أبيب هجوماً جوياً على المواقع النووية الإيرانية• ولاشك أن العديدين في الغرب يودون رؤية إيران خالية من أسلحة الدمار الشامل، كما سيشعرون بالطمأنينة أكثر إذا نجحت الضربات الجوية في شل القدرات الإيرانية على تخصيب اليورانيوم وتطوير الأسلحة النووية• غير أنه في غياب تواجد ملموس للقوات الأميركية على الأرض للبحث عن المواقع وتفكيكها، فإنه من غير المتوقع أن تقضي الضربات الجوية على كافة المواقع الإيرانية• يضاف إلى ذلك تاريخ الاستخبارات الأميركية السيئ في جمع المعلومات حول المواقع النووية في دول أخرى واحتمال تكرار الأخطاء نفسها التي ارتكبت في العراق، ثم الأضرار غير المقصودة التي ستلحق بالمدنيين، مهما بلغت دقة العمليات الجوية، خصوصا في ظل تواجد العديد من المواطنين الروس في إيران وهم يشرفون على بعض المواقع، هذا علاوة على ارتفاع أسعار النفط في حالة امتداد الصراع إلى باقي الدول المجاورة لإيران، وهو ما سيفرض ضغوطا كبيرة على الاقتصاد العالمي•

لكن السؤال الأهم هو ماذا ستفعل إيران في حالة قصفها؟ هل ستتخلى عن خططها النووية، أم أنها ستسعى جاهدة للحصول على قنبلة نووية، حتى لو اضطرت لشرائها جاهزة من إحدى الدول مثل باكستان؟ في هذا السياق قال أحد ’’المحافظين’’ وهو ’’أرنود دبورشجرايف’’ في مقال نشره مؤخراً بأن أحمدي نجاد يريد من أميركا أن تقصف بلده حتى يعزز من مكانته في صفوف الجناح المتشدد في طهران• وبالإضافة إلى ذلك يتعين النظر إلى ما سيحدث في العراق نتيجة ضرب إيران• فإلى حد الآن مازالت القيادة الشيعية في العراق موالية لأميركا، لكن قد يتغير الوضع إذا ضربت طهران• ويبقى الاحتمال الثالث والأرجح هو فرض عقوبات اقتصادية على إيران تدخلها في حرب باردة طويلة الأمد مع الولايات المتحدة•