أحمدي نجاد في سوريا اليوم

النهار ، شعبان عبود:

يصل اليوم الى دمشق الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، في زيارة يلتقي خلالها الرئيس السوري بشار الاسد كما يوقع مسؤولون من البلدين عدداً من الاتفاقات الثنائية. وفي خطوة تهدف الى الانفراج الداخلي وتطويق تداعيات انشقاق نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام، اطلقت السلطات السورية امس عدداً من معتقلي "ربيع دمشق" ابرزهم النائبان السابقان في مجلس الشعب رياض سيف ومأمون الحمصي، فيما ظل مصير الاكاديمي عارف دليلة مجهولاً.

وافادت مصادر ايرانية انه سيرافق احمدي نجاد كل من وزيري الخارجية منوشهر متقي ووزير الاسكان الذي يرأس الجانب الايراني في اللجنة السورية – الايرانية المشتركة، الى مسؤولين آخرين "سيوقعون مع نظرائهم السوريين اتفاقات ثنائية". وقالت ان "هناك ترتيبات للقاء يجمع الرئيس الايراني مع قادة الفصائل الفلسطينية في مقرالسفارة الايرانية بدمشق". واوضحت ان الزيارة ستستغرق يومين وهي "مهمة لكل من دمشق وطهران، اذ ستجدد ايران دعمها لسوريا في الوقت الذي ستؤكد ان لها حلفاء في المنطقة يدعمونها في برنامجها النووي السلمي". واضافت: "لا شك في ان الطرفين سيجددان ثوابتهما المتعلقة بدعمهما لحزب الله والمقاومة، وقد تجري محادثات طويلة في شأن العراق، خصوصاً ان هناك "خلافات في الرؤى بين الطرفين".

ورأت ديبلوماسية عربية ان اهمية زيارة احمدي نجاد لسوريا تنبع من كونها "تأتي في توقيت بالغ الحساسية للطرفين، وخصوصاً الجانب السوري الذي يتعرض لضغوط كبيرة ومحاولات لعزله اقليمياً ودولياً من الولايات المتحدة بعد الاحتلال الاميركي للعراق، وبعد جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري. كذلك تكتسب زيارة الرئيس الايراني اهمية استثنائية لكونها تأتي في سياق من التحديات والانتقادات الداخلية التي يواجهها حزب الله اللبناني حليف طهران ودمشق في لبنان من حيث ولاؤه الاقليمي لكل من النظامين السوري والايراني على حساب الوحدة الوطنية اللبنانية".

وقالت مصادر سورية مطلعة ان الزيارة هي "رسالة دعم لدمشق وتأكيد لخيارات التشدد والمقاومة، ورسالة للحليف اللبناني حزب الله الذي يتعرض لهجمة مركزة من حلفاء الولايات المتحدة في لبنان. وهي ايضا سالة دعم للفصائل الفلسطينية المناهضة للولايات المتحدة واسرائيل والمقربة من دمشق وحزب الله. فضلا عن انها رسالة الى الولايات المتحدة وبعض القوى الاقليمية، تؤكد متانة هذا المثلث المقاوم للأجندة الاميركية في المنطقة، مثلث طهران دمشق حزب الله والفصائل الفلسطينية".

الحمصي وسيف

وبعد مرور اكثر من اربع سنوات على سجن عدد من سجناء الرأي او من اصطلح على تسميتهم "سجناء ربيع دمشق"، اطلقت دمشق امس رياض سيف ومأمون الحمصي، الى المحامي حبيب عيسى والطبيب وليد البني والمهندس فواز تللو، وظل مصير الاكاديمي عارف دليلة مجهولا.

وسألت "النهار" الحمصي هل يستمر في نشاطه السياسي بعد خروجه من السجن، فأجاب: "نحن لم نترك في الاصل نشاطنا حتى نقول اننا سنستمر ونتابع، هذه رسالتنا. اما تجربة السجن وما واكبها من صعاب وجروح فسنرتقي فوقها، وهي زادتنا قوة وايمانا أكثر من السابق".

وهل طلبت منه السلطات السورية وقف نشاطه السياسي؟ أجاب: "نحن لا نقبل ان نستمع الى مثل هذه الطلبات ولم نتعود ان نطلب اذنا لممارسة نشاطنا".

وهل يفكر في تشكيل حزب سياسي مع سوريين آخرين، خصوصا ان السلطات السورية تزمع طرح قانون للأحزاب قريبا؟ أجاب: "نحن سجناء ربيع دمشق، سجناء الرأي بصفة خاصة من أطياف مختلفة، انا أتمنى ان تكون هناك مبادرات من جانب السلطة تتعلق باتخاذ قرارات واجراءات تاريخية جريئة واسعافية من أجل زيادة متانة الجبهة الداخلية في مواجهة الضغوط الخارجية".

وفي منزله بحي أشرفية صحنايا جنوب دمشق كان في انتطار سيف العشرات من أصدقائه وأقربائه وعدد من مراسلي الصحف ووكالات الانباء، وهناك نفى ان تكون السلطات قد فرضت أي شروط لاطلاقه، وأكد لـ"النهار" ان "لا شروط من اجل قرار الافراج". وأوضح انه سيعود "الى ممارسة نشاطه السياسي". وقال: "تجربة السجن أفادتني كثيرا وأعطتني فرصة لتشكيل وعي اضافي".

وجاء قرار الافراج بناء على طلب قدمه محامو المعتقلين قبل ثمانية اشهر لمنحهما اعفاء من ربع مدة السجن، لكن الطلب رفض في حينه، الى ان تمت الموافقة عليه أمس. وفي هذا السياق قالت مصادر حقوقية ناشطة في مجال حقوق الانسان ان مجموعة محامين ستسلم رسالة الى اتحاد المحامين العرب، الذي سيعقد مؤتمره في دمشق السبت، تطالب فيها بالافراج عن جميع المعتقلين السياسيين في سوريا.