"14 آذار" تسأل بري عن مصير الحوار

صدى البلد

لم يحمل خطاب الرئيس السوري بشار الأسد أمام مؤتمر المحامين العرب التضامني مع سورية جديداً في شأن النظرة السورية الى الوضع في لبنان، بل اعتبره مراقبون امتداداً لخطابه قبل أكثر من شهرين في جامعة دمشق، الا أن البارز فيه كان تلويح الأسد باحتمال حصول مواجهة مع لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري واعتباره أن مطلب ترسيم الحدود في منطقة مزارع شبعا هو "مطلب اسرائيلي".
وينتظر أن يترك هذا الخطاب انعكاساته على الوضع اللبناني الداخلي خصوصاً في ما يتعلق بعودة وزراء "أمل" و"حزب الله" الى الحكومة وبموضوع الحوار الذي كان الرئيس نبيه بري يزمع اطلاقه وهو ما بحثته اللجنة النيابية المنبثقة عن "14 آذار" وقررت توجيه رسالة الى بري "عن توقيت هذا الحوار وهل لا يزال مصراً على مبادرته أم تراجع عنها، واذا كان مستمراً فمتى وما الآلية وما الاطار".
وبدا نواب "14 آذار" غير متفائلين بامكانية السير في هذا الحوار خصوصاً مع ملاحظتهم ذهاب قيادتي "أمل" و"حزب الله" الى دمشق "لحضور اجتماعات اعلان معاهدة الدفاع المشترك بين ايران وسورية وضم لبنان الى محور اقليمي هو في صلب تدويل الوضع برمته" على حد قول النائب انطوان زهرا عضو اللجنة الذي أسف "لأن يعمد الرئيس السوري وكل السياسة السورية تجاه لبنان في شكل دائم الى تجاوز المنطق والوقائع والبناء على نيتهم المسبقة بفرض أمر واقع جديد (...) ونحن حددنا المشكلة مع "حزب الله" كما حددها وليد جنبلاط حول الدور السوري السيئ في لبنان والسعي الحثيث لاعادة الهيمنة على لبنان وانتاج زمن وصاية خرجنا منه الى غير رجعة".
ورد زهرا باسم نواب 14 آذار على الأسد قائلاً ان مزارع شبعا "كبرت أم صغرت يجب اثبات لبنانيتها لأنها على خط التماس العربي ــ الاسرائيلي وتشكل حجة لاستمرار المقاومة المسلحة في لبنان".
وكان الأسد أعلن ان مطلب الحكومة اللبنانية ترسيم الحدود في مزارع شبعا هو "طلب اسرائيلي (...) المستفيد الأكبر منه هو اسرائيل (...) وهو موجه ضد المقاومة ويفيد اسرائيل".
ووصف لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري بأنها "لجنة ادانة وليست لجنة تحقيق" مضيفاً مع ذلك ان حكومته ستواصل التعاون مع اللجنة الا أنه أكد أن "السيادة الوطنية هي الأعلى وليس قرارات مجلس الأمن"، وقال انه في التحقيق "تم توظيف بعض المزيفين والانتهازيين والخونة كشهود" في اشارة غير مباشرة الى نائبه السابق عبد الحليم خدام.
وقال انه ليس قلقاً على العلاقات السورية اللبنانية "والقلق هو من بعض المسؤولين اللبنانيين الذين يرون قوتهم ونفوذهم بخراب لبنان أو يرون مصلحة لبنان تمر عبر مصالحهم السياسية أو المالية".
وأوضح أن المبادرة السعودية تستند الى "أفكار" ينادي بها معارضون لسورية في لبنان ومع ذلك رفضت من قبل "مجموعات قليلة ترفض الحل العربي".
ورأى أن هؤلاء "قلة وموقتون والوضع لا يمكن أن يستمر على حاله وهذه الحالة عابرة (...) وكل المحاولات لن تمنع سورية من تقديم الدعم للشعب اللبناني في كل ما له صلة بتمسكه باستقلاله ورفضه التدخلات الأجنبية".
واعتبر الأسد ان زيارات الموفدين الأميركيين الى لبنان تشير الى أنهم في ورطة مثلما هي زياراتهم الى بغداد.
في هذه الأثناء يتوجه رئيس الحكومة فؤاد السنيورة اليوم الى الأردن في زيارة رسمية يلتقي خلالها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ونظيره الأردني معروف البخيت ويترأس الجانب اللبناني في اجتماعات اللجنة العليا اللبنانية ــ الأردنية.
وعشية سفره قال السنيورة انه "لا متشائماً ولا متفائلاً وانما مصمم على تخطي كل الصعوبات" وأضاف انه "يعالج أوضاعاً دقيقة" لكن بنظره "ليست خاصة بلبنان فقط انما تتناول المنطقة لأن الأزمة اللبنانية جزء من أزمة المنطقة".