على هامش الزيارة التي يقوم بها الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى سوريا رأى المعلق زئيف شيف في صحيفة "هآرتس" أمس أن تصريحات نجاد المعادية لاسرائيل أفادت الدولة العبرية لأنها أوضحت الاخطار المترتبة على امتلاك ايران للسلاح النووي. نورد هنا ما جاء في المقال: "تصريحات الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد عن اسرائيل واليهود رغم انها تتسبب بالغثيان وتبعث على القلق قدمت خدمة الى اسرائيل، اذ دفعت ايران الى الدخول في مواجهة مع المجتمع الدولي وأثارت معارضة الدول الغربية.

ان الكلام المرفوض لأحمدي نجاد قوَّى الادعاءات القائلة ان ايران النووية تشكل خطراً على جيرانها وعلى الاستقرار في العالم وسهل عملية تجنيد الرأي العام الدولي ضدها. كما دعم الحجة القائلة ان خطر السلاح النووي هو خطر حقيقي، عندما يكون الذي سيضغط على الزر زعيم متشدد توجهه ايديولوجيا دينية او متطرفة. في الاسابيع الاخيرة اقتنع الاوروبيون بان الايرانيين يضحكون عليهم في المفاوضات التي يجرونها معهم.

وتسبب بذلك الكذب المتواصل الذي يمارسه الايرانيون على محاوريهم ومعاملتهم لهم كما لو كانوا سياحا سذجا يريدون شراء بضائع من البازار الفارسي. عندما طرح الاقتراح الروسي بتخصيب الاورانيوم الايراني في روسيا رفضه الايرانيون بشدة. وبعد مرور يوم على تزايد الضغوط على ايران اعربت عن استعدادها للتحاور. ويبدو ان اسلوب ايران هو التفاوض والاستمرار في التسلح النووي في وقت واحد. ادركت هذا الامر دول عربية بينها مصر والسعودية والعراق الجديد ودول الخليج وعبرت امام الولايات المتحدة عن قلقها من تسلح ايران النووي. يتمحور الجدل اليوم على مسألة ما اذا كان ينبغي طرح موضوع السلاح النووي الايراني على مجلس الأمن. وفي رأي الادارة الاميركية، حتى لو لم يكن من الأكيد ان مجلس الامن سيفرض عقوبات، من المهم طرح الموضوع عليه، يقول مسؤولون في هذه الادارة. من المهم نقل الكرة الى مرمى الخصم، ومن الواضح اننا سنعود الى مجلس الامن وربما اكثر من مرة واحدة قبل التوصل الى فرض اي عقوبات على ايران. اوروبا لا تزال تتردد واحتمالات انضمام الصين اليها ضعيفة، وتحولت روسيا لاعباً اساسياً وهي تبيع اليوم الى ايران مفاعلات نووية ولديها مصالح اقتصادية، لكنها من ناحية اخرى لا ترغب في حصول جارتها على السلاح النووي.

من المهم ان نعرف بالتفصيل ما هو موقف روسيا، ومن المهم ان تعرف روسيا ما هي الخطوط الحمراء لاسرائيل. لهذا الغرض ارسل القائم باعمال رئيس الحكومة ايهود أولمرت وفداً مهما الى موسكو.

تتركز الأزمة النووية على ايران، ولكن علينا الا ننظر الى المواجهة بهذه الطريقة. من الناحية الاستراتيجية علينا النظر الى الازمة من الزاوية الاقليمية، ولا يكفي التساؤل، عما اذا كانت ايران الشيعية المتطرفة حصلت على السلاح النووي، وانما علينا ان نسأل ما اذا كان الشرق الاوسط سيتحول في اعقاب ذلك منطقة تضم عدداً من الدول النووية بما في ذلك المنظمات الارهابية، لأنه سيصعب بعد ذلك الحؤول دون استخدام السلاح النووي في المنطقة".