السفير
اعتبرت اسرائيل ان ايران تمنح حزب الله 100 مليون دولار سنويا يُحوّل قسم منها الى تنظيمات فلسطينية، وألمحت الى انها تعد عملية عسكرية لوقف البرنامج النووي الإيراني كما رأت ان الرئيس السوري بشار الاسد <<ارتكب كل الاخطاء الممكنة>> متوقعة ان يكون <<أحد أهم اللاعبين>> في أحداث العام المقبل في المنطقة.
في المقابل، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي إن التصريحات الإسرائيلية <<نوع من الحرب النفسية ومسلك صبياني من قبل إسرائيل>> مضيفا إن <<إسرائيل تدرك تماما ان (مهاجمة إيران) ستشكل خطأ مميتا>>.
موفاز
وقال وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز، لدى افتتاح مؤتمر هرتسيليا شمالي تل ابيب امس الاول، وهو تجمع سنوي للساسة والاكاديميين، ان <<المال هو عصب الارهاب، لذلك تقدم إيران مساعدة سنوية قدرها 100 مليون دولار الى حزب الله ويصل قسم من هذا المبلغ الى مجموعات ارهابية فلسطينية>> مضيفا <<كذلك فإن ايران هي المصدر الاول لاموال الجهاد الاسلامي الذي نفذ معظم الاعتداءات الانتحارية في اسرائيل العام الماضي>>.
وتابع ان <<تقديراتنا تشير الى ان اكثر من 10 ملايين دولار وصلت لايدي الجهاد الاسلامي في الضفة الغربية وغزة في السنة الماضية، في مقابل اقل من خمسة ملايين دولار في العام 2004>>.
وأوضح موفاز <<اننا نعطي الاولوية في هذه المرحلة للعمل الدبلوماسي... لكن لا يمكننا في كل الاحوال التساهل حيال امتلاك ايران الخيار النووي ويتعين على اسرائيل ان تكون قادرة على حماية نفسها. نحن نستعد لذلك>>، مضيفا <<يتعين علينا تطوير خيار دفاعي مع كل ما يعنيه ذلك>>.
وهاجم موفاز، الذي اشار الى اصله الايراني، الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد متوعدا إياه بأن يلقى مصير <<كل من نكلوا بالشعب اليهودي>>. وقال <<اعرف ان قسما من الشعب الايراني لا يتفق مع رئيسه. ان احمدي نجاد بهلوسته وأفعاله الاجرامية وآرائه المتطرفة سوف يجلب كارثة عليكم. افعلوا ما تفهمون انه يتعين فعله لمنع ذلك>> مضيفا <<انت الذي يقود بلاده بأيديولوجية كراهية وإرهاب ومعاداة للسامية، الافضل ان تلقي نظرة على التاريخ وترى ما الذي حدث لطغاة مثلك حاولوا ابادة الشعب اليهودي. لم يفعلوا سوى انهم جلبوا الدمار على شعوبهم>>.
ووصف موفاز القمة بين الرئيسين السوري بشار الاسد والايراني محمود احمدي نجاد في دمشق، بأنها <<قمة محور الشر>> و<<مؤتمر قمة الارهاب>> معتبرا ان <<بشار الاسد ارتكب كل الاخطاء الممكنة. إنه طبيب العيون الذي لا ينظر بعيدا ويواصل دعم الارهاب وسوريا هي احدى دول محور الشر>>. وقال ان احدى النقاط <<الإيجابية>> في <<التوازن الاستراتيجي>> لدى اسرائيل تكمن ان <<سوريا خاضعة لضغوط دولية وفي المقابل لدينا اتفاقيات سلام والواقع لا يسمح بإنشاء تحالف عربي شامل ضد دولة اسرائيل>>.
وحول لبنان، رأى موفاز ان <<لإسرائيل مصلحة في الحفاظ على الهدوء عند الحدود الشمالية، لكن اذا تواصل التصعيد فإننا سنعرف كيف نرد>>. ورأى موفاز ان <<الوضع الاستراتيجي لدولة اسرائيل اليوم افضل بما لا يقاس (مقارنة بالسنوات الماضية) من ناحية مكانتها في الساحة الدولية وفي الولايات المتحدة>>. وقال <<برغم ذلك هناك مخاطر بينها التسلح النووي الايراني وتعزز الارهاب. ان العام 2006 لن يكون عام الحسم وإنما عام النضال وفي السنوات المقبلة علينا تعزيز التنسيق الاستراتيجي مع الولايات المتحدة وأوروبا ودولتي السلام مصر والاردن>>.
أضاف ان <<قوة اتفاقيتي السلام مع مصر والاردن في كونهما مرساتين لاستقرار الواقع في الشرق الاوسط وبالتأكيد فإن الامر الصحيح هو بتعزيزهما ومواصلة املائهما بالمضامين اكثر واكثر>>.
حلوتس
وقال رئيس الاركان الاسرائيلي الجنرال دان حلوتس، امام المؤتمر نفسه، ان <<التهديد الوحيد لوجود اسرائيل هو التهديد النووي الإيراني>>، لكنه اعتبر ان اسرائيل تملك <<وسائل الدفاع>>. وقال انه في العام 2006، سنواجه <<ارهابا محليا وإقليميا وعالميا>>، مضيفا ان <<الارهاب المحلي هو الارهاب الفلسطيني>> اما الارهاب الاقليمي فقال انه يعني به حزب الله. وتابع أن <<أحد أهم اللاعبين (في أحداث العام المقبل في الشرق الاوسط) سيكون الرئيس السوري>> بشار الاسد.
ايلاند
من جهته، قال رئيس مجلس الامن القومي الاسرائيلي الجنرال احتياط غيورا ايلاند، في هرتسيليا، <<علينا تغيير التوجه السائد في اسرائيل حتى قبل نصف سنة اذ لا يوجد نهج موحد لسوريا ولبنان، بل هناك نهج لسوريا وآخر للبنان وهناك (في لبنان) يوجد تنظيم واحد يحدد وضعنا عند الحدود هو حزب الله الذي يتأثر من سوريا من جهة ومن ايران من الجهة الاخرى>>.
يديعوت
وفي السياق، نقلت صحيفة <<يديعوت احرونوت>> عن مصدر امني اسرائيل قوله ان <<سوريا تتحول الى دولة تابعة لايران، والمهمة التي اوكلت لبشار الاسد ان يكون مقاول التنفيذ لحملات ارهابية وعمليات ضد اهداف اسرائيلية تخطط لها الاستخبارات الايرانية>>. اضافت ان مسؤولين رفيعي المستوى في اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية وخبراء استخباراتيين في الموضوع الايراني والسوري، تابعوا خلال نهاية الاسبوع الفائت الاتصالات السرية التي جرت في دمشق خلال زيارة نجاد لدمشق.
وتابعت ان <<معلومات استخباراتية وصلت الى اسرائيل>> تفيد بأنه خلال محادثات مغلقة بين الرئيسين السوري والايراني، قال نجاد للاسد <<بما ان سوريا وطهران اصبحتا معزولتين دوليا، فإن على سوريا الاضعف بين الاثنتين ان تتعاون من دون تحفظ مع السياسة الايرانية>> واعدا إياه بأنه <<حتى لو تم تصعيد العقوبات الدولية ضد سوريا، فإن ايران ستقف الى جانبها وستمنح سوريا مساعدات اقتصادية ومالية لمنع انهيار النظام>>.
وأوضحت <<يديعوت>> انه <<في ساعات الليل المتأخرة تم عقد اجتماعين سريين، عقد الاول في مبنى السفارة الايرانية في دمشق وضم الرئيس احمدي نجاد والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الذي جيء به على وجه السرعة من لبنان الى دمشق بقافلة سيارات مضللة مع عدم الاشارة الى هوية الجالس في داخلها خشية اغتياله>> مضيفة انه <<خلال اجتماع نصر الله مع الرئيس الايراني، تم نقل تعليمات من طهران لزيادة العمليات الارهابية لحزب الله ضد اهداف اسرائيلية>>.
وتابعت ان الاجتماع الثاني عقد في القصر الرئاسي السوري، ولكن في غياب الاسد، والتقى خلاله نجاد <<قادة جبهة الرفض الفلسطينية>> مشيرة الى ان الرئيس الايراني تعهد لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل <<بزيادة المساعدات المالية لحركتي حماس والجهاد الاسلامي لتمويل عمليات ارهابية>>.