أنــــور بيجــــو

لا أحد ينسى صور أبي عمّار في بيت الذل ، البيت الأبيض ، في حدائقه حين تجري مراسم التوقيع في ( الهواء الطلق ) على التنازلات بدون حدود ، والمصافحات الحارّة بين ألأعداء ، والقبل السخية .....

كما لا أحد ينسى صور أبي عمّار في بيت الحصار ، بيت الشرف ، على ضوء الشموع ، في الهواء الفاسد ، لكن بالضمير النقي ، ممتنعاً عن التفريط بالثوابت ، واضعاً حداً للاستسلام بلا حدود ، فقاطعه الأمريكان ، ليس عن استقباله في البيت الأبيض ، بل في حصاره ذاته ، يلومون كل من يزوره من الأوروبيين ...... وكانت النهاية المشرفة ، شهيداً ( حقيقياً ) ، اغتاله العدو بالسمّ ..... ولا يهتمّ أحد من النظام العالمي الجديد ، لا تهتمّ أوروبا الحضارية وقد مات على أرضها .....

سحب البيت الأبيض سفيره من دمشق ، وصار التغني بحصار دمشق يصمّ الآذان ، كما حوصرت الرئاسة اللبنانية ، وصار من يقابل الرئيس لحود مشبوهاً ومشتبهاً به ، ويجب التصور لو سقطت هذه الرئاسة ، بفعل التهويل ، إلى أين كان يمكن أن تصل الأمور ، لكن الرئيس لحود ، صمد في حصاره ........

محاولات حصار حزب الله ، وحصار الجبهة الشعبية ، حصار كل من يحمل راهنه أو حتى بعضاً من تاريخه صلة بالمقاومة أو دمشق ، حصاراً باللغة القميئة وبالأكاذيب بلا حدود ، بل التصريح من الأمريكان بأن أية صلة لهذا الحزب بما هو لبناني ، هو شأن سيحاسب عليه الذاهبون إلى البيضاوي ...

من المعيب أن يستخف أحد بعقولنا ، فمقياس الوصاية الأمريكية ( الإسرائيلية ) ، ليس بحاجة لمن يكتشفه ، بل تحاول أمريكا جاهدة أن توضحه ، وتلوح به في كل لحظة ، فيأتي من يريد أن يوهمنا أن بإمكانه أن يغير لأمريكا قواعد استراتيجيتها باسم لبنان وحريته وسيادته واستقلاله !!!! حتى سفير أمريكا جرى تكذيبه ، حين حاول أن يتّبع القواعد اللبنانية الموهومة ، ويبتعد عن القواعد الأمريكية المعلنة والصريحة .

غداً سيضطر الخجلون من إعلان أن ( إسرائيل ) ليست عدواً ، وأن سوريا ومن يتلفظ باسمها ، هي العدو الأول ، سيضطرون مكرهين لنزع قناع الخجل الكاذب .

ليس من طريقين ، إما أن تحاصر في (( البيضاوي )) ، أو تحاصر في كل شيء .... إما أن تحاصر بالذل ، أو تحاصر بالحرية والسيادة والاستقلال ، وكفى تلطيخاً للحرية والسيادة والاستقلال بأفواه الذل ، أفواه أكبر كتلة برلمانية في العالم .. وآه يا أبو عمّار !!!!