سوسن البرغوتي

أيها الصامدون رجالاً ما روّعتكم أسلحة البغي، ولا فت من عزيمتكم ألف قرار تناسى حقّكم الكامل في فلسطين.
يا من قدّمتم الروح والدمّ، أغلى ما يملكه كائن، رخيصاً على مذبح وجودكم وحريتكم.

الآن.. أمام هذا الجديد الذي قد يشكل نقلة في مسألة صراعنا الوجودي مع الصهاينة، "الانتخابات التشريعية". يحمل كل منكم أنتم المقبلون على صناديق الاقتراع لاختيار من يمثّلكم ويمثّل طموحاتكم وأمانيكم، أماني الأمّة كلها.. وتحملون مسؤولية الآتي، ودم الشهداء، وآهات الجرحى، وقهر الأسرى..

على أكتافكم وجع البيوت المهدّمة، وأحلام الأطفال الذين ما عاشوا طفولتهم، وأنين الأشجار التي اقتلعتها جحافل الغزاة.

تحملون أمنيات المأسورين تحت العلم الصهيوني قسراً وفلسطين في نبضات قلوبهم.

تحملون انتظار ملايين تبتلعهم في كل يوم شقوة الشتات.
بين أياديكم مصير الأمّة، ونضال قرن من عمر الزمن، وفي صدور الباذلين أرواحهم من أجلنا ثوابتنا بالتحرير والعودة والحرية.

فكونوا على مستوى أملنا بكم، وانتصروا لحق فلسطين.
فوالله لو تباطأتم أو تخاذلتم، أو أخذتكم زخارف الدنيا، وأوهمتكم وعود الكاذبين، وتنكّرتم للشهداء والمصابين والمعوقين والأسرى والمطرودين والمشردين والمقهورين والمظلومين من أبناء شعبكم لخرج من تحت أيديكم من يذيقكم ويذيقنا مرّ الذل.

فهل منكم من يرضى لنفسه أو لأخوته أو لأسرته هذا المصير المهين.؟
أملنا بكم أيها الأحرار أن تكونوا كما عرفناكم دائماً أحراراً تحملون الوعي والحسّ الوطني، فهذه فلسطين.. فلسطين أيها الأحرار، وهذا يوم الفصل فاختاروا من يمثّل طموحاتكم بشرف الكلمة والثبات على الموقف، والتمسّك بالحق.

قلوبنا معكم، والله معكم.