لأنه ليس على سياق الخلاف البيولوجي المعتاد فإن مساحة المجهول به أوسع مما توقعت ..

لكننا إذا تحررنا من الصور القاتمة لتاريخ الجنس في التراث، أو استطعنا إعادة رسم الصور وفق فضاء الحداثة التي نتجنبها كلما أردنا العمل في السياسة، فإن "التيار الثالث" ليس "خنثى" عقيمة تظهر كتعبير عن مفارقات الحياة.

فهو تصور تفاعلي يبدأ من حيث انتهت العلاقة التنافرية داخل البيولوجية.

ما أريد فهمه حقيقة هو حجم التباعد الذي نكتسبه عندما نرسم الدين والسياسة على قياس ما نريده من الجنس، وليس الجنس كما هو ... أو كما يظهر في ثقافة تأسست على عمليات القهر أو الإخضاع.

في الصورة التي يمكن أن اكتسبها وسط مشهد التناقض بين رؤية السياسة كمعارضة أو سلطة سياسية ربما لا يختلف في النهاية عن طبيعة عمليات الإذلال المستمرة بين طرفي النقيض في "تاريخ الجنس" كما تعلمناه تراثيا.

لأن السياسة تستخدم كل تاريخ التناقض لبناء رؤيتها من مفردات الحاضر، وهل التوظيف بالجنس يختلف عن السياسة؟!!

التيار الثالث هو في النهاية البحث عن عمليات التداخل بين أطراف تصر على تناقضها بناء لتاريخ ما، لكنها في النهاية غير قادرة على التباعد ... ويظهر التيار الثالث في الصورة التي يرسمها من يحاول النظر إلى الغد على أنه حالة يمكن أن نعيشها ونخلقها سياسة وجنسا ودينا .. بغض النظر عن التابو الذي يلاحقني ويلاحق الجميع وكأنه القدر الذي فرضه الله على الأرض لتبقى معلقة بسماء الماوراء والمجهول والرغبة في البحث خارج عالم الوجود.