صدمة فوز الحركة لا تزال تثير قلق العالم

السفير
أبدت تركيا، أمس، استعدادها للعمل <<كوسيط>> بين إسرائيل وحكومة فلسطينية تقودها حماس في وقت انضمت الصين أمس الى النداءات الدولية التي تحثّ السلطة المنتخبة على السعي إلى حل سلمي للصراع مع إسرائيل، فيما أكدت روسيا أنها ستحافظ على اتصالاتها بالحركة، لكنها اشترطت لذلك نبذها للعنف واعترافها بإسرائيل.
وأوضح رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، لدى خروجه من لقاء مع الامين العام للامم المتحدة كوفي انان على هامش منتدى دافوس، <<يمكننا ان نقوم بدور وسيط ما بين إسرائيل وفلسطين>>. وأضاف <<ربما تستطيع منظمة المؤتمر الإسلامي أداء دور مهم>> في هذا الاتجاه ايضاً، مشيراً إلى أنه بحث هذه المسألة في دافوس مع الرئيس الباكستاني برويز مشرف.
وعلق أردوغان على الانتصار الكبير الذي حققته حركة حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية بقوله <<يجب احترام خيار الفلسطينيين أوافقنا عليه ام لا>>، لكنه شدد على ان اسرائيل وحماس <<يجب ان تقبلا بالأمر الواقع>> وتتبادلا الاعتراف. وقال <<ينبغي أن نعطي فرصة لحماس، فالأفكار المسبقة يجب الا تكون عقبة في طريقها>>.
وقالت وزارة الخارجية الصينية، في بيان، <<ترحّب الصين بالاكتمال السلس لانتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني>>، وأضافت <<يحدونا الأمل في أن تحافظ كل الفصائل الفلسطينية على الوحدة وتحل النزاع مع إسرائيل من خلال المفاوضات السلمية والوسائل السياسية>>.
ونقلت وكالة <<ايتار تاس>> الروسية عن مبعوث وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف إلى المنطقة قوله إن موسكو <<يمكن أن تحافظ على اتصالاتها مع ممثلي حماس إذا التزمت هذه الحركة لخط التسوية السياسية>>. وأضاف إن موسكو ستستمرّ في التعامل مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، مشدّداً على أن <<روسيا مستعدة للعمل مع هؤلاء الذين يدعمون خريطة الطريق ولا يعارضون وجود دولة إسرائيل>>.
وأعلنت الحكومة الالمانية في برلين أن المستشارة انجيلا ميركل، التي تزور الاثنين المقبل الاراضي الفلسطينية، لن تلتقي بأي من مسؤولي حماس. وقال الناطق باسم الحكومة <<تُعرب المستشارة عن الامل في ان تتولى القوى السياسية في الاراضي الفلسطينية التي تتمتع بحكم ذاتي، بعد الانتخابات مسؤولياتها الكبرى وان تسعى بكل ما أوتيت من قوة لوضع حد للعنف وتنمية بلادها>>. وأضاف ان الحكومة الالمانية <<تنتظر من الحكومة المقبلة وكل المسؤولين السياسيين في فلسطين احترام النقاط التالية: الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود والتخلي عن العنف وإسكات صوت السلاح واحترام الاتفاقات الموقعة حتى الآن في إطار عملية السلام>>.
ودعا الرئيس الفرنسي جاك شيراك حماس إلى اعتماد <<خيار السلام>> و<<الاعتراف باسرائيل>> كشرط لاستمرار العلاقات مع الاتحاد الأوروبي. وقال، خلال لقاء عقده في باريس مع امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، <<غداة الانتخابات الديموقراطية تعرب فرنسا عن الأمل بان تعتمد الحكومة الفلسطينية المقبلة خيار السلام عبر التخلّي عن العنف والاعتراف بإسرائيل واحترام الاتفاقات الدولية>>. وأضاف <<بهذه الطريقة ايضاً يمكن ان تُقام العلاقات مع الاتحاد الاوروبي>>.
وهو الموقف نفسه الذي عبرت عنه نيوزيلندا واليابان.
وقال رئيس الحكومة الأسترالية جون هاورد إن <<حماس قد انتخبت ديموقراطياً وهذه حقيقة يجب قبولها>>. وأضاف <<في ما يتعلق باستراليا، لا تريد إقامة علاقات مهمة مع حكومة تستمر في دعم الإرهاب وتشجع الاعتداءات الانتحارية في اسرائيل وتدمير الدولة اليهودية>>.
ودعا الرئيس الأفغاني حميد قرضاي في دافوس إلى الاعتراف بفوز حركة حماس الانتخابي، معتبراً أن التصريحات التي تشكك في حق إسرائيل في الوجود <<ليست في مصلحة الشعب الفلسطيني>>. وقال <<إننا نحترم الديموقراطية ونوافق على فوز حماس ونرحّب بذلك لكننا نأمل كثيراً في أن تعترف حماس بأن نجاحها سيتوقف كثيراً على نجاح عملية السلام مع إسرائيل>>.
وقال وزير الخارجية الاندونيسي حسن ويراجودا <<اعتقد أن الدول الديموقراطية ستحترم نتيجة القرار الديموقراطي الذي اتخذه بالفعل الشعب الفلسطيني>>. وأضاف <<آمل أن تواصل حماس الفائزة محادثات السلام مع إسرائيل>>.
واعتبر رئيس الوزراء الأسباني خوسيه ثابايرو أن فوز حماس يجب أن يُلهم المجتمع الدولي ليعمل بجهد أكبر من أجل إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وقال إن <<منظمة أكثر راديكالية فازت، لكن ذلك يجب ألا يجعلنا نفقد الأمل>>.
وقال ممثل الفاتيكان في الأراضي المقدسة، الكاردينال بيير باتيستا بيزابيلا، إن <<هناك الكثير من الأسباب لنقلق>> من فوز حماس، لكنه شدّد على أنه لا يزال من المبكر القيام بتوقعات <<ونريد أيضاً أن نأمل أن الحل المعتدل سيسود حماس عند هذه النقطة>>.