لا اتصالات مع حكومة برئاستها ولا مساعدات لها
النهار
اتفقت المستشارة الالمانية أنغيلا ميركل مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بالوكالة ايهود أولمرت في القدس على وجوب عدم اجراء أية اتصالات مع حكومة فلسطينية ترأسها حركة المقاومة الاسلامية "حماس". وفي ما بدا اذعاناً لنداء الدولة العبرية، قالت ميركل إن الاتحاد الاوروبي لن يتمكن من تمويل حكومة كهذه، ما لم تنبذ العنف وتعترف باسرائيل.

وتعتبر الزيارة التي بدأتها ميركل أمس لاسرائيل والمناطق الفلسطينية والتي تستمر 24 ساعة، الاولى لزعيم أجنبي للمنطقة منذ الفوز الكاسح لـ"حماس" في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني التي أجريت الاسبوع الماضي.

ونشرت صحيفة "هآرتس" أن مسؤولين كباراً من "حماس" طلبوا لقاء ميركل، الا أن الناطق باسم الحكومة الالمانية اولريش فيلهيلم استبق وصولها الى اسرائيل بالتصريح بأن "شريكنا في الحوار ليس حماس بل محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية".

وفي مؤتمر صحافي مشترك لميركل وأولمرت أعقب عشاء رسمياً في القدس، اتخذ الجانبان موقفاً متشدداً من "حماس". وقال أولمرت إنهما اتفقا على "عدم جواز حصول أية مفاوضات مع حكومة مكونة من جماعات وهيئات ارهابية تتعاطى الارهاب ولا تعترف باسرائيل". وأضاف: "اقدر فعلاً هذه المقاربة المشتركة التي تتقاسمها الدول الاوروبية والولايات المتحدة".

وقالت ميركل إن بلادها ستراقب تصرف "حماس"، الا أنها أَضافت أنه "غير وارد" بالنسبة الى المانيا والاتحاد الاوروبي أن يقدما دعماً مالياً لسلطة فلسطينية ترأسها "حماس" ولا تعترف باسرائيل ولا تنبذ العنف.

ايران

الى ذلك، رأت ميركل إن ايران تشكل تهديداً للعالم أجمع وليس لاسرائيل وحدها، في اشارة الى تطلعاتها النووية والمواقف الايرانية الداعية الى تدمير اسرائيل. وقالت: "تحدثنا عن الوضع في ايران والتهديد الذي تمثله لاسرائيل إذا ما امتلكت اسلحة نووية... (هذا الامر) لا يشكل تهديداً لاسرائيل فحسب بل للعالم الديموقراطي بأسره". ونددت بالتصريحات الاخيرة للرئيس الايراني المحافظ محمود احمدي نجاد الذي دعا الى "محو" اسرائيل عن الخريطة ووصف المحرقة اليهودية بانها "خرافة" لتبرير انشاء دولة اسرائيل، معتبرة أنها" ليست مقبولة بالنسبة الى المانيا، لا يمكننا ان نقبلها". وتحدثت عن تأليف تحالف واسع يضم دولاً عدة "لرفض ما تقوم به ايران وتفعله".

وميركل هي المسؤولة الغربية الاولى تجري محادثات مع أولمرت منذ إدخال رئيس الوزراء أرييل شارون المستشفى اثر اصابته بجلطة في الدماغ.

وتتناول لقاءاتها والمسؤولين الاسرائيليين مسائل عدة، منها صفقة شراء اسرائيل غواصتين من المانيا.

وقبل وصولها الى اسرائيل، أفاد مساعد وزير الدفاع الألماني لشؤون العتاد بيتر ايكنبوم أن الحكومة ستتمسك بقرار اتخذته الحكومة السابقة في 21 تشرين الثاني، لمساعدة اسرائيل في شراء غواصتين باسعار مخفوضة. وأوضح أن"السبب الوحيد لذلك هو التزام المانيا الخاص المساعدة في تأمين وجود دولة اسرائيل".

ونشرت صحف المانية ان اسرائيل تعتزم طلب الغواصتين، وهما من شركة "تايسن - اتش دي دبليو" على رغم ان عقد البيع لم يوقع بعد. وقالت ان قيمة الصفقة تبلغ1,17 مليار أورو. ومن المقرر ان تدفع الحكومة الالمانية ثلثها، على الا يزيد ذلك عن 333 مليون أورو.

ومن المقرر أن تلتقي ميركل اليوم مسؤولين اسرائيليين آخرين، بينهم وزيرة الخارجية تسيبي ليفني وزعيم تكتل "ليكود" بنيامين نتنياهو، قبل أن تزور نصب ياد فاشيم لضحايا المحرقة النازية، على خطى جميع المسؤولين الالمان الذين زاروا اسرائيل.

ولاحقاً، تنتقل الى المناطق الفلسطينية للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله.